يسجل فريق كرة القدم بنادي النصر هذا الموسم حضوراً لافتاً مقارنة بما كان عليه في الموسم الماضي.
ـ النصر لا يكتفي بتحقيق الفوز وحصد النقاط أو تقديم العروض المتميزة إنما يذهب أبعد من ذلك إذ يقدم مدرباً قديراً نال إعجاب (المنافسين) قبل النصراويين أنفسهم.
ـ الكرواتي زوران بدأ يرسخ في الوسط الكروي السعودي مفهوم (المشاركة للجاهز والأفضل) وليس للنجم وهو أمر لم نعتده في كثير من الفرق السعودية.
ـ كان النجم (الجماهيري) أو (الإعلامي) أو حتى ذلك الذي يحظى بمكانة خاصة لدى (رئيس النادي) أو (عضو الشرف) هو من يجد لنفسه موقعاً أساسياً في قائمة الفريق حتى لو كان هناك من هو أكفأ وأجدر منه.
ـ المتابع لفريق النصر منذ بداية الموسم يلمس التغيير الكبير الذي يحدث في قائمة النصر في كثير من المباريات وهي تغييرات (انتقدها) كثيرون منطلقين في انتقادهم بأن المدرب الجيد هو من يعتمد تشكيلة ثابتة للفريق.
ـ كان لزوران رأي آخر ربما لم يفهمه (المنتقدون) وهو أنه يغير كثيراً في قائمة الفريق من أجل منح الثقة (لكل) لاعبي الفريق وهذا من شأنه أن يرفع المستوى الفني لكل اللاعبين إلى جانب أن زوران سيجد اللاعبين في قمة الجاهزية وقت الحاجة لهم.
ـ هذا ما حدث بالفعل فأمام الاتفاق افتقد النصر لعدد كبير من اللاعبين ومع ذلك فاز النصر لأن ثقة زوران بلاعبيه كانت كبيرة ووجد البدلاء في جاهزية تامة بل إن النصر فاز في كثير من مبارياته وهو يفتقد لنجوم وركائز لكنهم نجوم لدى الجماهير وربما الإعلام أما لدى زوران فكل اللاعبين لديه سواسية والأقدر والجاهز هو من يشارك.
ـ صحيح أن النصر خسر (تحت إشراف زوران) نقاطاً سهلة للغاية أمام الاتفاق والخليج والتعاون لكنني (من وجهة نظري) أعتقد أن زوران نظر لتلك المباريات بمثابة (حقل) تجارب لأفكاره الفنية واليوم يحصد نتائج العمل رغم فداحة خسارة تلك النقاط.
ـ زوران (عملاً وكذلك بشخصيته المتميزة مع اللاعبين) فرض حضوره ونال ثقة كل النصراويين ولم يعد هناك (مجرد تفكير) بأن يرحل بل يجب البدء في التفاوض معه للتجديد لسنوات وليس لعام واحد فقط لأن هذا الرجل متى شعر بالراحة والثقة سيقدم عملاً متميزاً للغاية.
ـ وإذا كان زوران ينجح (فنياً داخل الملعب) فإن رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي ونائبه عبدالله العمراني ينجحان (إدارياً خارج الملعب) أولاً من خلال الدعم المالي الكبير جداً بل والمتواصل إلى جانب أمر هام وهو نجاحهما إدارياً من خلال منح المدير الفني جميع الصلاحيات الفنية وتفرغهما للأمور الإدارية.
ـ يتبقى ضلع هام ورئيس للغاية في مشوار نجاح الفريق الكروي وهنا أتحدث عن دور أعضاء شرف نادي النصر وغيابهم بشكل يثير التساؤل.
ـ لعلني استثني الأمير مشعل بن سعود والعميد فهد المشيقح وعبدالله العجلاني وأيمن القاضي الذين لا يترددون في دعم النادي (مادياً) من وقت لآخر إلى جانب حضورهم الدائم بالقرب من الفريق وإدارة النادي.
ـ أما البقية من أعضاء شرف النصر فلا حضور لهم خاصة على الصعيد المادي رغم أنه لم يعد لهم أي عذر في الوقت الحالي.
ـ كانوا يحجبون أموالهم بحجة أن رئيس النادي لم يلتزم بما وعد به.. وتحججوا في فترات مضت بأن الرئيس يتدخل في الأمور الفنية وأن سياسته لا تعجبهم (أي أعضاء الشرف الممتنعين عن الدعم).
ـ اليوم الرئيس التزم بما وعد به بل إنه دعم الخزينة بأكثر مما وعد إلى جانب أنه ترك الأمور الفنية (كاملة) للجهاز الفني ولم يعد لأعضاء الشرف (الممتنعين) أي عذر يمنعهم عن الدعم المادي.
ـ فريق النصر الكروي اليوم يعتبر أنموذجاً للنجاح على الصعيدين الإداري والفني ولم يعد ينقصه سوى أمرين.
ـ الدعم الشرفي المادي (الضخم) وعودة جماهير النصر للمدرجات.