شخصياً أعتبر اللجنة الأولمبية السعودية هي الفائز الأول والأكبر في انتخابات اتحاد كرة القدم يوم أمس عندما (وقفت) على الحياد وحجبت ممثليها (الخمسة) عن التصويت.
ـ امتناع اللجنة الأولمبية عن التصويت منح (من وجهة نظري) الحياد والإنصاف والتكافؤ على اعتبار أن عدم تصويت ممثلي اللجنة الأولمبية جعل الفرص متساوية للمرشحين الأربعة بينما تصويتهم (لو حدث) كان (منطقياً) سيذهب لمرشح اللجنة الأولمبية وهنا غياب لمبدأ العدالة.
ـ كنت من أكثر المطالبين عبر مختلف القنوات الإعلامية بضرورة تصحيح تركيبة الجمعية العمومية وتحديداً من خلال عدم وجود ممثلين للجنة الأولمبية سعياً للعدالة بين كافة المتنافسين، ورغم أن هذا لم يحدث فقد (صححت) اللجنة الأولمبية هذه السلبية وهذا الموقف وحجبت أصواتها عن السباق الانتخابي.
ـ تمنيت لو أن رابطة دوري المحترفين (نأت) بنفسها ومنعت ممثلها عن التصويت لتقف على صف الحياد بجوار اللجنة الأولمبية ونقدم لها الشكر.
ـ أما عن سير الانتخابات فقد كانت في أجواء ديمقراطية رائعة كان عنوانها النظام والتنافس الشريف لولا الفوضى التي حدثت عقب إعلان فوز الرئيس.
ـ لكنني لا أتردد في طرح بعض الملاحظات على ما حدث بالأمس من أجل تلافي مثل هذه السلبيات مستقبلاً.
ـ أبرز السلبيات كان في عدم التقيد بالجدول الزمني (أعني التوقيت)، فقد كان التأخير واضحاً من خلال الجمعية العمومية التي تأخرت في بدء اجتماعها ما جعل التأخير يتراكم حتى بدأت الانتخابات متأخرة ساعة ونصف الساعة عن الموعد المحدد مسبقاً!.
ـ هذا التأخير لا يخدمنا على صعيد سمعتنا لدى الهيئات الدولية التي تحرص على احترام الوقت وشاهدناها في كل مناسباتها (انتخابات أو قرعة) تحدد الوقت بالدقيقة وتتقيد به بينما نحن آخر اهتماماتنا هو الوقت!.
ـ سلبية أخرى (أيضاً حدثت في اجتماع الجمعية العمومية) تمثلت في إطالة كلمة الرئيس حتى ظهر الملل واضحاً على كل من تابعها وهذه مشكلة نعاني منها في العالم العربي في كل مجالات حياتنا وليس في كرة القدم فقط!.
ـ مازلنا (كعرب) نعشق الإطالة في الخطابة رغم (أن خير الكلام ما قل ودل).. كان بالإمكان نشر منجزات مجلس اتحاد الكرة المنتهية فترته من خلال الشاشة الإلكترونية وهذا أسهل وأوضح للمتابعة وكذلك توفيراً للوقت.
ـ السلبية الثالثة (أيضاً) في اجتماع الجمعية العمومية وتمثلت في (إصرار) الأمين العام للاتحاد أحمد الخميس على أن الاجتماع (للاعتماد) وليس (للمناقشة)، وفي تصوري أن هذا غير صحيح، فالاجتماع من أجل يتناقش أعضاء الجمعية العمومية حول جدول الأعمال لا أن يتم (إجبارهم) على (الاعتماد) كما فعل الأمين العام!.
ـ أما نتائج التصويت على منصب رئاسة الاتحاد فقد كانت مثيرة لافتة للنظر وفي النهاية حسمت الصناديق منصب الرئاسة للمهندس عادل عزت الذي أعتقد أنه كان أسعد الموجودين في القاعة عندما لم يصوت ممثلو اللجنة الأولمبية.
ـ عدم تصويتهم جعل المهندس عادل عزت أكثر فخراً بالفوز باللقب كونه شعر بأنه بالفعل جاء نتيجة قناعة أعضاء الجمعية العمومية بشخصيته وبرنامجه الانتخابي وليس لأنه مرشح اللجنة الأولمبية.
ـ أقول للمهندس عادل عزت (ولفريقه) مبروك فوزكم متمنياً لكم التوفيق وأن تكونوا بالفعل أهلاً لثقة أعضاء الجمعية العمومية الذين منحوكم أغلبية الأصوات لتقودوا كرة القدم السعودية لأربعة أعوام مقبلة.
ـ أتمنى أن يؤكد المهندس عادل عزت (استقلالية) قراره وأنه (وإن كان يمثل اللجنة الأولمبية) إلا أنه لا يمثل رأيها بقدر ما يقوم بما يراه (شخصياً ومعه مجلس الإدارة) في مصلحة الكرة السعودية.
ـ لا يحتاج المهندس عادل عزت (ومعه فريق عمله) للتذكير بما تحتاج الكرة السعودية فهو ابن الوسط، ولو لم يكن كذلك لما بات مرشح اللجنة الأولمبية، بل لو لم يكن كذلك لما فاز بأغلبية الأصوات.
ـ أما أعضاء الجمعية فأقول لهم ما قلته غير مرة وهو أنكم حكمتم ضمائركم واخترتم من ترون أنه الأفضل لقيادة كرة القدم السعودية وعليكم مواصلة تحكيم ضمائركم في مراقبة عمل مجلس إدارة الاتحاد وتجديد الثقة متى أجاد وسحبها (دون تردد) متى أخفق.
ـ أخيراً أقول للثلاثي سلمان المالك وخالد بن معمر والدكتور نجيب أبوعظمة حظاً أوفر في قادم المناسبات، ولاشك أنكم تؤمنون بديمقراطية الانتخابات ولو لم تكونوا كذلك لما تقدمتم أساساً لهذا السباق، ويجب (بل أتوقع) ألا يقف طموحكم عند خسارتكم لهذه الجولة، بل عليكم العمل لكسب جولات قادمة بعد تجاوز سلبيات هذه التجربة والجولة.