استحق الأصفران (النصر والاتحاد) التأهل لنهائي مسابقة كأس ولي العهد، لأنهما كانا الأكثر تفوقاً (فنياً) في مباراتي نصف نهائي المسابقة.
ـ لكنني هنا(في عنوان المقالة) أعني بالأفضل المدربين (الكرواتي زوران مدرب النصر والتشيلي سييرا مدرب الاتحاد) فهما بالفعل أفضل مدربين هذا الموسم في الملاعب السعودية، وأعتقد أن وصول النصر والاتحاد للمباراة النهائية هو أقل مكافأة وتقدير وإنصاف لهما.
ـ منذ بداية الموسم والمنصفون يصفون الثنائي (زوران وسييرا) بالأفضل، وأنهما صنعا فريقين قويين يمتازان بشخصية فنية واضحة ومتفوقة داخل أرض الملعب.
ـ مدربان يثقان كثيراً بقدرات لاعبيهما ويمنحان الثقة لكل لاعب منضبط يؤدي في التدريبات بشكل جيد دون النظر لشخصية أو اسم اللاعب.
ـ يمنحان الفرصة دون تردد أو خوف للوجوه الواعدة حتى لو كانت مشاركتهم على حساب محترف أجنبي.
ـ يهتمان بفرض شخصية فريقيهما أكثر من اهتمامهما بالفريق المنافس...لكنهما مع ذلك يدرسان منافسيهما بشكل جيد للغاية، والدليل تفوق النصر والاتحاد في معظم مبارياتهما في الشوط الثاني الذي يصفه كثيرون بأنه شوط المدربين.
ـ يتمتعان بحب اللاعبين، ومن يتابع مباريات النصر والهلال يشعر بالكيمياء والعلاقة القوية بين اللاعبين ومدربهم خصوصاً لحظة تسجيل الأهداف.
ـ أخيراً أقول إنهما مدربان يتمتعان بشخصية قوية ولا يسمحان لأي مسؤول بالتدخل في الأمور الفنية، ونجح زوران وسييرا في تغيير الكثير من المفاهيم في الكرة السعودية، تحديداً على صعيد الفصل بين مسؤوليات الجهاز الإداري والجهاز الفني.
ـ طيلة المواسم السابقة كانت التدخلات الإدارية والإعلامية والجماهيرية هي العنوان الأبرز لكثير من الأندية السعودية، لدرجة أن كثيراً من المدربين (ضعيفي) الشخصية كانوا يتجاوبون مع طلبات فنية من أشخاص ليسوا بفنيين وهو أمر أضر كثيراً بالكرة السعودية.
ـ زوران وسييرا بقوة شخصيتهما ونجاحهما في تقديم عمل فني كبير ومتميز، أجبرا الكثيرين ممن يعشقون الانتقاد والتدخل أن يغيروا من أسلوبهم أو (على أقل تقدير) الصمت وهذا بحد ذاته مكسب.
ـ دون شك أن وجود مدربين كزوران وسييرا بهذه المواصفات في ملاعبنا يعد مكسباً كبيراً للكرة السعودية، أتمنى أن تبادر إدارتا النصر والاتحاد بتجديد الثقة للمدربين لعدة مواسم، وأن لايتكرر ما اعتدنا على حدوثه وهو التقييم السريع على المدربين والاستغناء عنهم لمجرد خسارة بطولة ونتناسى عملاً كبيراً تم طيلة الموسم.
ـ لن أتحدث عن المباراتين، فقد تحدث المختصون وكذلك الزملاء الإعلاميون بشكل كاف خلال اليومين الماضيين عن كل ما يتعلق باللقاءين.
ـ أكرر ما قلته في بداية المقالة وهو إن النصر والاتحاد كانا الأفضل في المباراتين واستحقا الفوز وبالتالي التأهل للنهائي.
ـ لكن الأهم أن أفضل مدربين هذا الموسم حصدا الثمرة (الأولى) بالوصول لأول نهائي في مسابقات الموسم، وسنمنح الانفراد بالتفوق لزوران أو سييرا عندما يحقق أحدهما الثمرة (الثانية) وهو تحقيق لقب مسابقة كأس ولي العهد.