لا يمكن أن أتحدث عن (حقيقة) قضية نادي الاتحاد مع المحترف الأرجنتيني مانسو التي أسفرت عن حسم 3 نقاط من رصيد فريق الاتحاد الكروي في مسابقة دوري جميل، لأنني لا أملك الوثائق ولم أطلع على المخاطبات لذلك لا يمكنني أن أحدد على من تقع المسئولية.
ـ أستغرب أن الكثيرين من الزملاء الإعلاميين سارعوا للتعليق وإبداء الرأي بل والتمسك بالرأي بقوة رغم أنهم لم يطلعوا على أي وثائق أو مكاتبات بل وبعضهم لا يلم باللوائح والأنظمة.
ـ من وجهة نظري الشخصية يجب علينا (كإعلام رياضي) أن نتعامل مع مثل هذه القضية كدور رقابي لا أبعد من ذلك بحيث نحاول أن نبحث عن أسباب حدوث القضايا والاجتهاد لطرح الحلول المقترحة.
ـ شخصياً أرى أن قضية مانسو (بل وقضايا عديدة مماثلة) تعكس حقيقة الوضع الرياضي السعودي سواء داخل اتحاد الكرة أو الأندية السعودية بل والعلاقة بين اتحاد الكرة والأندية.
ـ أبدأ باتحاد كرة القدم السعودي الذي بات يلعب دور الوسيط (فقط) بين الأندية السعودية والهيئات الكروية الدولية دون أن يلعب (اتحاد الكرة) دوراً فاعلاً في دعم الأندية في سعيها لحل القضايا.
ـ لم نسمع أي دور للجنة القانونية لاتحاد الكرة بل لا نعرف من هو محامي الاتحاد.
ـ الأندية لا تختلف كثيراً عن اتحاد الكرة....العمل المؤسساتي المنظم لا يظهر بوضوح في الأندية السعودية من خلال مركزية اتخاذ القرار وغياب الإدارات المتخصصة التي تتولى حل مثل هذه القضايا.
ـ بمعنى أن رئيس النادي هو من يتولى كل الأمور حتى لو كانت قانونية وربما تبقى بعض القضايا في أدراج مكتب الرئيس حتى وفي فترة غيابه وربما تنتهي فترات البت في القضايا قبل أن يعود الرئيس أو قبل أن يتدخل أعضاء الشرف لحسمها.
ـ ومثلما هو الحال في اتحاد الكرة فإن الإدارات القانونية تغيب في الأندية ولا نجد دوراً فاعلاً للمحامين سوى في قضايا تتعلق بلجنة الانضباط المحلية.
ـ حتى الآلية (الخاطئة) لانتقال رئاسة مجلس إدارة النادي من مجلس لآخر تساهم أو ساهمت في بقاء مثل هذه المشاكل معلقة... قد تكون هناك رقابة مالية عن تسليم الإدارة للمجلس الجديد لكن (ربما) دون إيضاح متكامل لبعض الملفات (المعلقة) من خلال تحديدها بالاسم بدلاً من تسليم (إداري) روتيني نتعامل معه اليوم رغم الاحتراف والمبالغ بعشرات الملايين بنفس الطريقة التي نتعامل بها في عصر الهواية وعشرات الألوف.
ـ أما العلاقة بين اتحاد الكرة والأندية فأراها (للأسف الشديد) علاقة الند للند أكثر مما هي علاقة المساندة والعون.
ـ أتمنى أن أكون مخطئاً في قراءتي لعلاقة اتحاد الكرة بالأندية لكن ما يظهر لي هو أنها علاقة ندية وكأن اتحاد الكرة يتصيد أخطاء الأندية أو يسعد بحدوثها... في وقت يجب أن يكون خير معين ونصير للأندية في أي مشكلة أو قضية تواجهها.
ـ أتمنى من مجلس اتحاد الكرة القادم أن يعيد النظر في علاقة الاتحاد بالأندية وأن يبدأ خطوة جديدة حيال قضايا الأندية وخصوصاً الخارجية منها كون هذا أمر يمس سمعة الكرة السعودية في الخارج.
ـ ننتظر من مجلس اتحاد الكرة المقبل أن يفتح ملفاً لكل قضية خارجية تمس أي ناد سعودي ويبقى الملف مفتوحاً ومتابعاً عن قرب مع النادي تفادياً لتناسي القضية من قبل النادي مثلما حدث (كما يقال) من قبل نادي الاتحاد مع مانسو.
ـ لابد أن تكون هناك إدارة خاصة في اتحاد الكرة تتولى التنسيق (المستمر) مع الأندية بحيث لا يتوقف التواصل بين الطرفين لحين الإغلاق النهائي للقضية لدى الهيئة الخارجية.
ـ بعد كل ما طرحته أعلاه لا يمكن أن أغفل دور الأندية (السلبي) أو أعفيها من دورها الكبير في حدوث مثل هذه القضايا.
ـ الأندية إما أن تدخل في مزايدات على محترفين أجانب أو توقع عقوداً دون أن تملك المال الكافي فتخلق لنفسها مشاكل لا تفيد فيها (الواسطة) وحب الخشوم... لأنها تحسم خارجياً وليس داخل الحدود.