مساعد العبدلي
اتساع الفوارق الفنية
2016-11-27
لا أعتقد أن اثنين سيختلفان على إيجابية القرار الحكومي بتخصيص الأندية السعودية...

ـ قرار مهم للغاية ومن المفترض (متى تم تنفيذه بشكل جيد ودقيق) أن يعود بالنفع على كرة القدم السعودية...

ـ قلت في برنامج آخر شوط عبر قناة MBC Pro Sports (بعد اعتماد الخصخصة من قبل مجلس الوزراء) أن من الصعب التعليق الكامل حول القرار ما لم تصدر كل ملاحقه وآلية تنفيذه ولعل الشروط المنتظر أن تصدر عن الهيئة العامة للرياضة تعد الأبرز والأكثر أهمية في هذا الجانب...

ـ يجب أن ننتظر صدور هذه الشروط (الضوابط) التي ستحكم آلية التنفيذ وأتمنى أن لا تكون شروطاً أو ضوابط مبالغ فيها وتتسبب في (تقييد) تنفيذ القرار ومن ثم إعاقة نجاحه...

ـ وحسب تصريحات المسئولين عن الرياضة السعودية وتحديداً قائد المسيرة الرياضية السعودية ورجل المرحلة الأمير عبدالله بن مساعد فإنه سيتم الاستفادة من تجارب الدول المتقدمة التي سبقتنا في هذا الجانب...

ـ الاستفادة بالتأكيد ستكون من خلال تطبيق إيجابيات تجارب تلك الدول من أجل تحقيق فائدة قصوى لتخصيص الأندية...

ـ لكن علينا أيضاً أن نجتهد لتفادي سلبيات تلك الدول وأعني السلبيات التي حدثت نتيجة تخصيص الأندية أو بمعنى أدق تقسيم الأندية إلى فئات..

ـ فئات تم تخصيصها وأخرى بقيت على نظامها السابق...

ـ ما يحدث اليوم في تلك الدول (إسبانيا وأنجلترا على سبيل المثال) هو فارق (فني) كبير للغاية بين مستوى فرق الدرجة الممتازة وتلك التي تقبع في الدرجة الأولى والثانية...

ـ هذه الفوارق جاءت بسبب التخصيص حيث باتت أندية الدرجة الممتازة غنية للغاية وقادرة على جلب أبرز نجوم العالم وأفضل الأجهزة التدريبية بينما أندية الدرجتين الأولى والثانية تعيش في فقر مالي جعلها غير قادرة على تطوير نفسها...

ـ ما سيحدث في الكرة السعودية بعد تنفيذ نظام التخصيص هو أن أندية دوري المحترفين (المتخصصة) ستخرج من عباءة اتحاد كرة القدم وستكون تحت مظلة رابطة دوري المحترفين ورئيس هذه الرابطة سيتم اختياره من قبل أندية دوري المحترفين (الشركات)...

ـ ستكون مسئولية اتحاد الكرة الإشراف على المنتخبات السعودية بمختلف فئاتها وكذلك أندية بقية الدرجات (الأولى والثانية والثالثة) من خلال تنظيم المسابقات وكل ما يتعلق بهذه الأندية...

ـ بالطبع ستكون الهيئة العامة للرياضة شريكاً لاتحاد الكرة على اعتبار أن هذه الأندية (أندية الدرجات الثلاث) أندية حكومية تحت مظلة الهيئة..

ـ ولكي نتجنب (سلبية) الفارق الفني (المتوقع) حدوثها بين أندية الدرجة الممتازة (بعد تخصيصها) وبقية الأندية لا بد أن تبدأ الهيئة العامة للرياضة من الآن (وبالتنسيق مع اتحاد الكرة) في البحث عن آلية دعم أندية الدرجات الثلاث وكيفية توفير الأموال التي تساهم في علاج الفوارق الفنية المتوقعة..

ـ بمعنى أن تقوم الهيئة واتحاد الكرة بالبحث عن موارد مالية تدعم أندية الدرجات الثلاث حتى لا تكون هناك أندية في أعلى درجات الثروة وأخرى فقيرة للغاية!!!!

ـ مع إيماني التام بضرورة وجود فوارق فنية بين الفئتين بسبب التخصيص لكن لا يجب أن تصل الفوارق لمسح أندية الدرجات الثلاث (أو بعضها) من الوجود...

ـ في تصوري أنه تقع على الهيئة العامة للرياضة مسئولية كبيرة في هذا الجانب إذ على الهيئة أن تتحرك لتقنع الحكومة بأن المبالغ التي وفرتها خزينة الدولة نظير تخصيص أندية المحترفين يجب أن يذهب منها جزء لدعم أندية الدرجات الثلاث...

ـ إلى جانب تحرك الهيئة العامة للرياضة لتوفير الدعم الحكومي يجب أن يتحرك اتحاد الكرة لتوفير مصادر دخل لأندية الدرجات الثلاث من خلال القطاع الخاص سواء عبر رعاية الدوري أو الأندية وكذلك البحث عن حقوق نقل تلفزيوني خاص بدوري تلك الأندية.