مساعد العبدلي
الانتخابات وتبادل المواقع
2016-11-21
ـ رغم ساعات البث الطويلة جداً في برامج الحوار الرياضي عبر العديد من القنوات الرياضية المتخصصة وغير المتخصصة إلا أن أحداً من النقاد الرياضيين أو ضيوف تلك الحوارات والمجالس قد علق الجرس وتحدث بوضوح حيال إحدى القضايا بل كان الجميع يتحدث (تلميحاً) دون أن يتمتع أحد بالشجاعة ويقول الرأي (تصريحاً)...

ـ القضية التي أعنيها هي شخصية من يجلس على كرسي الهيئة العامة للرياضة (اليوم) أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب (سابقاً) وتأثيرها (أي شخصية الرئيس العام لرعاية الشباب أو رئيس الهيئة العامة للرياضة) على المشهد الرياضي...على سبيل المثال صحة تأثيرها على انتخابات اتحاد كرة القدم...

ـ ظاهرة صحية أن نعيش هذه الأجواء الديمقراطية المنطلقة من صناديق الاقتراع بل والأكثر صحية أن نختلف في الرأي ووجهات النظر مع حفظ الاحترام لبعضنا البعض...

ـ من أهم أساسيات بل وواجبات الانتخابات أن يختلف الناس حول المرشحين (وفقاً) لبرامجهم الانتخابية ومدى كفاءة كل مرشح لتحقيق الأهداف والطموحات والآمال...بل لو اتفق الجميع على مرشح واحد في أي مجال من مجالات الحياة (وهو أمر أشبه بالمستحيل أن يحدث) فإن هذا يعني أننا لا نحتاج لأي انتخابات...

ـ المؤلم أن (قلة) ممن يتحدثون عن المرشحين ينطلقون من البرامج الانتخابية وتحقيق الآمال والطموحات... أما الأغلبية فيتحدثون عنها من منطلقات الميول وألوان الأندية!! وسأذكر الدليل على ذلك وهو ما قصدته بتبادل المواقع في عنوان هذه المقالة...

ـ في فترة انتخابات مجلس إدارة اتحاد الكرة قبل 4 سنوات والتي فاز بها أحمد عيد كان الرئيس العام لرعاية الشباب هو الأمير نواف بن فيصل ويومها كان أحمد عيد هو مرشح اللجنة الأولمبية التي يرأسها أيضاً الأمير نواف بن فيصل...

ـ في الانتخابات فاز أحمد عيد برئاسة اتحاد الكرة ويومها انطلقت الفئة التي ترى أنها تختلف مع الأمير نواف بن فيصل لتهاجم فوز أحمد عيد وتتهم رعاية الشباب بالتأثير على التصويت لرغبتها بفوز أحمد عيد....

ـ بينما الفئة التي ترى أنها تتفق مع الأمير نواف بن فيصل راحت تدافع عن نزاهة الانتخابات وتدعم فوز أحمد عيد...

ـ بمعنى أن الهجوم أو الانتقاد لم يكن المقصود به أحمد عيد إنما من رشحه (اللجنة الأولمبية ورئيسها)...

ـ اليوم تنقلب الصورة تماماً....الأمير عبدالله بن مساعد هو رئيس الهيئة العامة للرياضة وعادل عزت هو مرشح اللجنة الأولمبية ويرى البعض أن الهيئة ستؤثر على الانتخابات ليفوز عادل عزت...

ـ من هاجموا الأمير نواف بن فيصل وأحمد عيد والانتخابات (بالأمس) هم من يدافعون (اليوم) عن الأمير عبدالله بن مساعد وعادل عزت والانتخابات...

ـ ومن دافعوا بالأمس باتوا يهاجمون اليوم...

ـ التشكيك في عادل عزت ليس المقصود به عزت نفسه إنما اللجنة الأولمبية ورئيسها...

ـ الفئتان (للأسف) لم تنطلقا من مصلحة كرة القدم السعودية ولا من البرامج الانتخابية للمرشحين بل انطلقت من ميول وانتماء حتى باتت تتعلق بالموقف من رئيس رعاية الشباب بالأمس وهيئة الرياضة اليوم...

ـ بوضوح... النصراويون (ومن يتحالف معهم) دعموا انتخابات الأمس (ونتائجها) بينما الهلاليون (ومن يتحالف معهم) هاجموها... اليوم تنقلب الحال... الهلاليون (وحلفاؤهم) يدافعون عن الانتخابات بينما النصراويون (وحلفاؤهم) يشككون...

ـ لن تصلح حال (الرياضة) السعودية وليس (كرة القدم فقط) طالما أن الميول والانتماء للأندية هو من يقيم العمل (أقصد وفقاً للأشخاص) وليس وفقاً للعمل...

ـ التعصب والانتماء للأندية هو السائد ولهذا لن نتطور فالأمر سيكون مجرد تبادل مواقع بين الأمس واليوم وسنظل ندور في ذات الحلقة..

ـ أتمنى أن نستثمر المساحات الواسعة في الإعلام المكتوب والساعات الطويلة في الإعلام المرئي وكذلك الاستخدام المكثف لقنوات التواصل الاجتماعي بما يقدم الفائدة للرياضة السعودية بدلاً من الاندفاع وراء الميول وانتماء شخصيات القيادات الرياضية...

ـ وفي نفس السياق أتمنى أن لا تثير الشخصيات الرياضية القيادية (قبل موعد الانتخابات) أي تصرفات تثير الريبة والشك والتساؤلات...