مساعد العبدلي
شجاعة تقليص الأجانب
2016-10-20
حضور لافت للنظر لفهد المولد ونواف العابد مع فريقيهما الاتحاد والهلال، بل وحضور أكثر تميزاً لهما بقميص المنتخب الوطني..
ـ أكثر من لاعب سعودي في بقية الأندية السعودية يسجلون حضوراً متميزاً هذا الموسم لكن المولد والعابد هما الأبرز حتى الآن..
ـ ستكون الفرصة أكبر لشبان سعوديين كي يأخذوا مواقعهم في فرقهم ومن ثم يصلون للمنتخب الوطني لكن تحقيق ذلك يتطلب اتخاذ العديد من الإجراءات على صعيد الكرة السعودية..
ـ لن أتحدث عن كل الإجراءات إنما أبرزها وأهمها (من وجهة نظري بالطبع) يتمثل في تقليص عدد المحترفين الأجانب في الدوري السعودي إلى جانب تحديد عدد الصفقات المحلية لكل ناد في الموسم الرياضي الواحد..
ـ في تصوري أن ما يحدث حالياً من تواضع في المستوى الفني وغياب للمواهب في الفئات السنية سواء في الأندية أو المنتخبات السعودية سببه (الإحباط) الذي يعيشه لاعبو هذه الفئات..
ـ في عقود مضت كان لاعب الفئات السنية يقاتل من أجل أن يصل للفريق الأول لأنه يعلم أنه سيجد فرصته وهو ما حدث بالفعل مع أبرز نجوم الكرة السعودية قبل ثلاثة عقود..
ـ أما في العشر سنوات الأخيرة فغاب طموح لاعبي الفئات السنية لأنهم باتوا لا يجدون فرصة اللعب للفريق الأول وأصبحنا نبارك لبعضنا بمجرد بروز موهبة شابة واحدة في هذا النادي أو ذاك..
ـ قتل الطموح سببه وجود 4 محترفين أجانب في الفريق الأول ومسارعة إدارة النادي للتعاقد مع محترفين محليين حتى بات من النادر أن تجد لاعبين اثنين ممن يمثلون الفريق الأول تدرجا من الفئات السنية..
ـ قبل الخوض في قضية عدد المحترفين الأجانب أستبق ردة فعل الرافضين لفكرة تخفيض عددهم بحجة المشاركة الآسيوية لأقول لهم ماذا قدم المحترفون الأجانب (الأربعة) للأندية السعودية في كل مشاركاتها الآسيوية؟ الإجابة لا شيء على الإطلاق..
ـ إذاً تخفيض عدد المحترفين الأجانب إلى لاعبين اثنين يساهم في تخفيض نفقات الأندية إلى جانب دقة الاختيار وأخيراً (وهو الأهم وموضوع المقالة) منح فرصة لأبناء النادي القادمين من الفئات السنية..
ـ أمر آخر يعيق مشاركة لاعبي الفئات السنية وهو (فتح) المجال دون قيود لانتقال اللاعبين المحليين وفي تصوري لو تم تحديد عدد اللاعبين المحليين المسموح بانتقالهم في الموسم الواحد إلى لاعب بنظام الانتقال وآخر بنظام الإعارة مع خفض المحترفين الأجانب إلى لاعبين اثنين فقط فإن هذا سيفسح المجال بشكل أكبر للمواهب الشابة وستقاتل هذه المواهب في فرق الفئات السنية للوصول للفريق الأول لأن فرصة المشاركة باتت أكبر مما كانت عليه في السابق..
ـ أعلم أن بعض الأندية أبرمت عقوداً لأكثر من سنتين أو ثلاث مع المحترفين الأجانب وهذا يجعل من الصعب اتخاذ القرار وتنفيذه فوراً لكن هذا لا يمنع أن يصدر القرار الآن على أن يتم تطبيقه ابتداءً من موسم 2018ـ 2019 كي يكون لدى الأندية فرصة التخلص من أي التزامات طويلة الأجل مع المحترفين الأجانب..
ـ هذا القرار (خفض المحترفين الأجانب والمحليين) يحتاج لاتحاد كرة قدم شجاع سواء الحالي أو القادم بشرط أن يكون مجلس إدارة اتحاد الكرة يفكر بالفعل في منح الفرصة لمواهب الفئات السنية أن يأخذوا طريقهم لخدمة الكرة السعودية.