مساعد العبدلي
السقوط في الهند
2016-09-29
قبل عدة أيام سقط المنتخب السعودي للناشئين في الهند في نهائيات أمم آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
ـ بل إن المنتخب خرج من دور المجموعات بنقطة يتيمة من تعادل مع منتخب الهند.. والخسارة من إيران والإمارات.
ـ مازلنا نغيب (آسيوياً) على مستوى الفئات السنوية لسنوات طويلة وهذا دون شك يعطي مؤشرات سلبية على مستقبل الكرة السعودية على مستوى القارة.
ـ نعتقد أن خسارتنا للمشاركة في مثل هذه البطولة مجرد خسارة لقب أو عدم تأهل لنهائيات كأس العالم بينما الخسارة أكبر من ذلك بكثير.
ـ الخسارة تعني أمرين هامين:
ـ أولهما أن المنتخبات الآسيوية تتقدم ونحن نبقى في موقعنا بل ربما نتراجع ولعل تعادلنا مع المنتخب الهندي دليل حي على تقدم الكرة الهندية في وقت تعاني الكرة السعودية من التراجع.
ـ الأمر الآخر (وهو هام للغاية) يتمثل في أن مستقبل المنتخب السعودي (الأول) في خطر حقيقي لأن هذا المنتخب (الناشئين) من المفترض أن يكون نواة منتخب أول بعد 6 أو ثماني سنوات.
ـ وطالما أن هؤلأ اللاعبين غير قادرين اليوم على الفوز على منتخب الهند فهذا مؤشر على أننا بعد 6 أو 8 سنوات سنكون في ذات الوضع (غير قادرين على التفوق على الهند).
ـ لا يجب أن نتساهل مع خسارة المنتخبات السنية لأي منافسات آسيوية لأن التساهل يعني أننا لا نهتم مطلقاً بمستقبل الكرة السعودية على مستوى القارة.
ـ هنا لا أتحدث عن الجهاز الفني لمنتخب الناشئين ولا اللاعبين الذين شاركوا في نهائيات آسيا في الهند بقدر ما أتحدث عن شكل عام حالي ومستقبلي للكرة السعودية.
ـ أتحدث عن ضرورة دراسة فنية متخصصة بالفئات السنية ولماذا باتت المنتخبات السعودية تغيب عن المنجزات الآسيوية وبالتالي الحضور العالمي.
ـ لا يمكن أن يكون السبب يتعلق بالمال فنحن لا يمكن أن نقارن بأي دولة آسيوية (باستثناء اليابان وكوريا الجنوبية) من ناحية الصرف المالي على الرياضة.
ـ ولا أعتقد أن الأمر يتعلق بندرة المواهب الكروية فهذا أمر لا نختلف عليه إذ لدينا من المواهب الكثير لكنهم (ومن إقرار نظام الاحتراف) لا يجدون الاهتمام الذي يليق بهم.
ـ باتت الأندية تبحث عن اللاعبين الجاهزين (من الأندية الأخرى) لضمهم للفريق الأول وهذا أنتج إهمالاً بالفئات السنية على مستوى الأندية.
ـ حتى على صعيد اتحاد الكرة يتضح عدم الاهتمام بالفئات السنية من خلال إسناد مهمة التدريب لمدربين وطنيين.
ـ لا أشك في كفاءة المدربين الوطنيين ولا أقلل من قدراتهم لكنني أعتقد أن المنطق يقول إن وجودهم ضمن الجهاز الفني أفضل بكثير من أن يكونوا على رأس الجهاز.
ـ لكن هذا بشرط أن يكون من هو على رأس الجهاز الفني هو من المدربين الأوروبيين المتميزين المتخصصين بتدريب الفئات السنية.
ـ هناك مدربون أوروبيون متخصصون في التعامل (النفسي) وكذلك (الفني) على مستوى الفئات السنية سواء على صعيد صقل الموهبة أو القدرة على زراعة الطموح لدى اللاعب الشاب.
ـ علينا أن نلتفت (اليوم) لوضع الكرة السعودية على مستوى الفئات السنية قبل أن نجد أنفسنا (في الغد البعيد) متأخرين كثيراً على مستوى القارة.