مساعد العبدلي
دوري صعب وغامض
2016-09-21
ـ كانت المؤشرات (ومنذ الجولة الأولى) تشير إلى أن النسخة الحالية من دوري جميل ستكون صعبة وغامضة ولا يمكن التنبؤ (مبكراً) بهوية بطل الدوري أو الفريقين الهابطين.
ـ الجولة الثالثة جاءت لتؤكد ذلك فمن تابع مباريات هذه الجولة شعر بقوة التنافس وتقارب المستويات وصعوبة توقع (بل وحسم) النتائج.
ـ القوة والصعوبة والغموض لا تعني ارتفاع المستوى الفني إذ من المبكر جداً الحديث عن هذا الجانب فنحن مازلنا في الأمتار الأولى من الدوري.
ـ من وجهة نظر شخصية أرى أن هناك عدة عوامل ساهمت وستساهم في أن يكون الدوري قوياً وصعباً وغامضاً ومثيراً على صعيد النتائج.
ـ أهم هذه العوامل أن فرق الوسط والقاع باتت تثق بقدراتها ولم تعد تهاب ما يسمى بالفرق الكبيرة والجماهيرية والإعلامية ولعل استعانة فرق الوسط والقاع بمحترفين أجانب متميزين إلى جانب الاستفادة من المحترفين المحليين الذين تسربوا من الأندية الكبيرة رفع كثيراً من المستوى الفني لهذه الفرق.
ـ عامل آخر يجعلني أتوقع صعوبة الدوري يتمثل في تعدد فترات التوقف هذا الموسم وهو توقف خارج عن إرادة اتحاد الكرة بسبب تصفيات كأس العالم.
ـ أعلم أن تعدد التوقف يضر بالمستوى الفني لأي فريق كرة قدم في العالم لكن فترات التوقف هذه تساعد الفرق في تصحيح أخطائها وبالتالي أي جولة بعد الاستئناف تكون صعبة خصوصاً على الفرق الكبيرة لأنها في فترة التوقف تفقد لاعبيها المنضمين للمنتخب.
ـ في عقود مضت كانت الأندية الكبيرة لا تجد صعوبة في إلحاق الهزيمة بالفرق الأقل حتى على ملاعب الفرق الضعيفة لكن اليوم الحال اختلفت فباتت هذه الفرق صعبة للغاية في ملاعبها وتلعب على الجانب النفسي للفرق الكبيرة عندما تزورها في ملاعبها.
ـ القنوات الإعلامية الرياضية ساهمت أيضاً في رفع مستوى الثقة بالنفس للفرق الصغيرة وبالتالي ارتفاع مستواها الفني إذ باتت هذه القنوات بمثابة صوت ووسيلة مرور لأصوات هذه الأندية وهي الأصوات التي كانت لا تجد مساحة كافية في صحافة الأندية الكبيرة.
ـ اليوم بات لهذه الأندية صوت قوي ومؤثر عبر هذه القنوات الرياضية الإعلامية.
ـ عامل آخر لا يجب أن نتجاهله ساهم في منح أندية الوسط والقاع فرصة الحضور القوي وإحراج الأندية الكبيرة يتمثل في السماح للحكم الأجنبي بالحضور.
ـ لا يمكن أن ننكر أن الحكم السعودي كان يتعاطف (بحكم الميول أو التأثير الإعلامي) مع الأندية الجماهيرية والإعلامية وتذهب أندية الوسط والقاع ضحية ذلك التعاطف.
ـ وجود الحكم الأجنبي منح أندية الوسط والقاع (على الصعيد النفسي) الثقة بالعدالة والتفرغ للعب كرة قدم متكافئة للغاية بين الفريقين.
ـ سيكون دوري جميل هذا الموسم مثيراً على صعيد نتائجه وستكون لفرق الوسط والقاع كلمة الحسم في تحديد هوية بطل الدوري.
ـ أما هوية الفريقين الهابطين فمن الصعب أن ترشح (الآن) فريقين لأن كل الفرق متقاربة المستوى حتى لو تفاوتت النتائج.