مساعد العبدلي
لا وسطية في النصر
2016-09-13
لا أعلم لماذا كلما جاء فريق النصر الكروي (بل النادي بأكمله) أن ينهض ظهرت معوقات تجعله يتعثر أو في طريقه للتعثر.
ـ الأمر هذا ليس جديداً أو وليد اليوم بل هو يحدث منذ عقود في نادي النصر وهو ما جعل النادي (تحديداً) على صعيد كرة القدم يحقق بطولة أو اثنتين ثم يغيب لسنوات عديدة.
ـ لولا هذه المعوقات التي تعيق مسيرة النصر لكان يحصد سنوياً البطولات ويتصدر قائمة بطولات الأندية السعودية وشخصياً أقول (كثر خير النصر) الذي يستطيع تجاوز العقبات.
ـ المعوقات نادراً ما تكون (فنية) بل هي في غالبها (إدارية) لكنها بطبيعة الحال تنعكس على الأمور الفنية باعتبار أن العمل منظومة متكاملة تتشكل من عدة عناصر تؤثر وتتأثر ببعضها.
ـ خلال المواسم الثلاثة الماضية عاد النصر للبطولات وحقق بطولة الدوري موسمين متتاليين وبطولة كأس ولي العهد ثم تعثر النصر وتراجع كثيراً للمقاعد المتأخرة.
ـ اليوم عندما (لملم) النصراويون أوراقهم وبدأوا رسم طريق العودة عادت (الاختلافات) للظهور ونتج عنها استقالات وهو أمر طبيعي (من وجهة نظري) طالما هناك عمل فهناك (اختلافات) واستقالات.
ـ لكن (غير الطبيعي) هو آلية تعاطي النصراويين مع مثل هذه الأحداث (الاختلافات والاستقالات) إذ من المؤسف أن النصراويين (لا يتحدون) في مثل هذه المواقف من أجل معالجة السلبيات وتجاوزها.
ـ ما يحدث بكل أسف هو أن النصراويين (بمجرد حدوث اختلاف ومن ثم استقالات) ينقسمون (مع وضد) دون وسطية تبحث عن (الحقيقة) بل وتسعى للمصلحة العامة.
ـ الوسطية التي أعنيها هي تلك التي تسعى لتقريب وجهات نظر (المختلفين) أو البحث عن الحقيقة والمصلحة النصراوية وهي بكل أسف لا تظهر على الإطلاق ليس لأن النصراويين لا يعشقون ناديهم إنما هي ثقافة عاشها النصراويون لفترات وسنوات طويلة واستمرت متأصلة في تعاملهم مع قضايا ناديهم.
ـ على سبيل المثال.. اختلف بدر الحقباني مع سياسة إدارة النادي فقدم استقالته وهذا أمر طبيعي يحدث في أي منشأة عمل (شخصياً لا أتفق مع بدر في إعلان استقالته عبر الإعلام وكان عليه تقديمها داخل الغرف المغلقة بنادي النصر).
ـ عندما قدم الحقباني استقالته انقسم النصراويون إلى قسمين.. فئة (بكل اندفاع ودون دلائل) تقف بصف الحقباني وتؤيده في قراره وتهاجم رئيس النادي وقائد الفريق حسين عبدالغني، بل إن هذه الفئة (تدفع) نائب الرئيس المهندس عبدالله العمراني للاستقالة عندما تردد (هذه الفئة) أن النائب قد يرحل تضامناً مع الحقباني.
ـ الفئة الأخرى (بكل اندفاع ودون دلائل) راحت تقف بصف رئيس النادي وتهاجم الحقباني.
ـ لست مع أي من الفئتين لأنني لست قريباً من نادي النصر ولا أعلم ما هي (الحقيقة) التي أدت لهذه الاختلافات ومن ثم الاستقالات.
ـ هذا الانقسام بين النصراويين يزيد من سوء أحوال ناديهم (بشكل عام) وفي كثير من الأحيان يصل للفريق الكروي فينقسم اللاعبون وهنا يبدأ التراجع.
ـ أقدر مجهودات الأمير مشعل بن سعود الذي يحاول جاهداً أن يصلح (قدر استطاعته) من حال النصر كلما مالت هذه الحال أو اقتربت من الميل لكن هذا الرجل المثالي لا يستطيع (وحده) أن يصلح حال النصر طالما النصراويون أنفسهم لا يصلحون من حالهم.
ـ الوسطية التي أعتقد أنها الحل الأمثل للنصراويين لا أقصد فيها (الضعف) أو (كتم) المشاكل.. بالعكس (كتمها) يؤدي إلى تفاقمها وبالتالي صعوبة حلها.
ـ الوسطية التي أدعو لها هي ضرورة أن يقف (كل النصراويين) عند أي مشكلة على خط الحياد لحين التقصي والوصول لحقيقة أسباب المشكلة أو الاختلاف ومن ثم السعي لحلها دون أن يخسر النصر (الكيان) أي شخصية أو فئة.
ـ أحترم كل الشخصيات لكنني مؤمن تماماً بأن النصر (أو أي ناد آخر) لا يمكن أن يقف على أي شخصية مهما كان حجم تلك الشخصية أو مكانتها.
ـ لماذا لا نؤمن بأن النادي (أي ناد) يتسع للجميع ونسعى لتحويل الاختلافات (من خلال حلها وتقريب وجهات النظر) كطريق لتحقيق المنجزات.