العالم كله يتابع اليوم التجمع الرياضي العالمي (أولمبياد ريو ...(2016 تنافس مثير في مختلف الرياضات بين كل دول العالم... كل جاء من أجل المنافسة القوية التي تقود إلى حصد الميداليات...
لن أكرر ما قلته سابقاً عن حضور عربي مخجل ليس في هذا الأولمبياد فقط بل في كل نسخة أولمبية... يحقق العرب ميدالية أو اثنتين من الذهب ومثلهما من الفضة والبرونز ونحتفل كأننا في أفضل 20 مركزاً في قائمة الميداليات!!!
سأترك الحديث عن المشاركة العربية وأقتصر حديثي على المشاركة السعودية التي هي بالفعل مخجلة إذ نادراً ما نتأهل لأدوار متقدمة في كل المنافسات...
أما المنافسة على الميداليات فهذا حلم بعيد المنال في وضعنا الحالي.. قلت في مقالة سابقة يجب (كالعادة) أن ننسى النسخة الحالية من الأولمبياد ونبدأ من الآن العمل لأولمبياد 2024 من خلال تحديد الأهداف أولاً ومن ثم وضع الخطط والبرامج لتحقيق الأهداف مع متابعة قريبة ومستمرة للتأكد من تنفيذ الخطط والبرامج كما هو مرسوم لها...
أتمنى أن لا يتكرر ما يحدث بعد كل مشاركة أولمبية عندما (يمتص) المسئولون عن الرياضة غضب الوسط الرياضي السعودي من خلال تقديم الوعود بأن يتم تقييم المشاركة ومعالجة السلبيات بل ومحاسبة المقصرين من أجل مشاركة سعودية مقبلة أكثر إيجابية...
لا شيء يحدث....لا تقييم للسلبيات...ولا محاسبة للمقصرين...بل يتم غلق الملف وقبل المشاركة الجديدة بعدة أشهر يتم فتح ملف المشاركة الجديدة وطبيعي جداً أن نخرج من الأولمبياد مثلما ذهبنا بل ربما أكثر انكساراً !!!
يجب أن يتعاون الجميع من أجل حضور رياضي سعودي مشرف في كل المحافل الدولية وتحديداً التجمع الأولمبي باعتباره التجمع الأكبر...
من وجهة نظر شخصية أعتقد أن صناعة البطل الأولمبي تبدأ من الوعي المجتمعي من خلال تفهم المجتمع بشكل عام والأسرة على وجه التحديد بحجم ومكانة البطل الأولمبي وقيمته على مستوى الوطن...
بعد ذلك نذهب للمدارس التي أراها لم توظف بالشكل المطلوب على صعيد صناعة الأبطال الأولمبيين...
النجوم الكبار في كرة القدم السعودية قبل ثلاثة عقود بل حتى في الكرة الطائرة والسلة واليد جاءوا من المدارس حيث كان يقام دوري قوي للغاية بين المدارس في كافة الألعاب وكانت المدارس هي من يقدم اللاعبين للأندية...
كان التنافس والحماس المدرسي مثيرا للغاية وهو ما ساهم في رفع مستوى الدوري المدرسي وبالتالي بروز النجوم...
تدريجياً بات دوري المدارس يختفي ومعه لم تعد المدارس تقدم للأندية أو منتخبات الوطن أي لاعبين في أي لعبة لذلك تقلص المستوى الفني لكثير من الألعاب الرياضية...
لنعود أكثر قوة في كل الألعاب الرياضية لابد أن تعود الرياضة المدرسية وتحديداً على صعيد التنافس (الداخلي) بين الصفوف و (الخارجي) بين المدارس ومن ثم توسيع التنافس ليكون بين المناطق من خلال دوري على مستوى المملكة...
أبحث عن إقامة بطولة أولمبية بمعنى أولمبية تبدأ بألعاب محدودة تتسع مع الأيام لتشمل كل الألعاب الأولمبية أو على الأقل التي نرى أنها تناسبنا كسعوديين ونتوقع المشاركة فيها في كل دورة أولمبية...
تبدأ بطولة مدرسية أولمبية (مصغرة) على مستوى المناطق بمعنى دورة أولمبية لمدارس الرياض وأخرى للمنطقة الشرقية وهكذا في كل مناطق المملكة...هذه البطولة ستشهد تنافساً مثيراً بين مدارس المنطقة.. بعد ذلك يذهب أبطال المناطق (المدرسيون) إلى اولمبياد أوسع على مستوى المملكة وسيكون أكثر تنافساً وإثارة...
لكن تنظيم هذه البطولات (الداخلية) و(الخارجية) لا يمكن أن يتم بجهد مدرسي (فقط) لأنه يحتاج للمال والتنظيم...
ننتظر تعاونا بين هيئة الرياضة ووزارة التعليم لوضع مثل هذه الأفكار في برامج إعداد الأبطال الأولمبيين مع ضرورة وجود إدارة تسويق تبحث عن رجال الأعمال والقطاع الخاص الذي يرعى تنظيم مثل هذه التجمعات الرياضية.