بات الموسم الكروي المقبل مرشحاً لأن يكون أكثر مواسم كرة القدم السعودية على صعيد تنوع جنسيات مدربي الفرق.
ـ لأكثر من 4 عقود والأندية السعودية تتعاقد مع مدربين من جنسيات محددة إذ تأتي البرازيلية أولاً وثم تنوع أوروبي محدود للغاية مع حضور طفيف جداً للمدربين العرب.
ـ في الموسم المقبل ربما لن يكون هناك أكثر من مدربين اثنين من ذات الجنسية، إذ ستتعدد جنسيات المدربين بين برازيلية وبرتغالية وأورجوانية وسعودية وتونسية وجزائرية وعدد من الجنسيات الأوربية.
ـ أؤمن وأكرر كثيراً أن كرة القدم واحدة في كل دول العالم وليس هناك مدارس تدريب كروية بقدر ما هو نهج تكنيكي وتكتيكي يتخذه المدربون وفق رؤاهم الشخصية أو ربما مكونات اللاعبين وحتى أسلوب اللعب في الدوري المحلي.
ـ أركز على جزئية مكونات اللاعبين وأسلوب اللعب في الدوري المحلي لأنهما أساس نجاح أي مدرب أو عمل فني.
ـ التكوين الجسماني والبيئة المحلية يكونان شخصية اللاعب والمدرب الناجح (أياً كانت جنسيته) هو من يستطيع (التفاعل) و(التعامل) مع اللاعبين وفق قدراتهم وإمكاناتهم وليس وفق فكره الفني الذي قد لا يتناسب مع بيئة اللاعبين وإمكاناتهم.
ـ نحن نعاني هنا من تعدد جنسيات المدربين وهو أمر يساهم في ضياع هوية وشخصية اللاعب المحلي الفنية، وأعتقد أن هذا من أسباب تراجع مستوى الكرة السعودية على صعيد الأندية والمنتخبات.
ـ قبل 3 عقود أو 4 كان أغلبية المدربين في الكرة السعودية من الجنسية البرازيلية القريبة جداً من بيئتنا على صعيد التكوين الجسماني وكذلك الفكري للاعب كرة القدم.
ـ المدربون البرازيليون نجحوا لأنهم وجدوا لاعباً يشابه اللاعب البرازيلي لذلك لم يكن صعباً أن يساهموا في بنائه وصقله وتطويره.
ـ أنظروا للكرة الأفريقية (السمراء) لماذا تتطور ويذهب لاعبوها للاحتراف؟ ـ لأنهم استعانوا بمدربين محليين (أفارقة) أو أوروبيين قريبين من الفكر الأفريقي (بحكم الاستعمار) كالفرنسيين والألمان.
ـ لم يستعن الأفارقة بمدربين من البرازيل أو أمريكا الجنوبية بشكل عام لأن المدرب القادم من تلك القارة يعتمد كثيراً على المهارة الفردية للاعب كرة القدم دون الحاجة لتكوين جسماني بينما اللاعب الأفريقي يهتم بالتكوين الجسماني ومن ثم الموهبة لذلك نجح معهم مدربون أفارقة أو أوروبيون متعايشون معهم.
ـ في الدوري الإنجليزي لا يوجد المدرب البرازيلي أو اللاتيني لأنهم (أي القائمون على الكرة الإنجليزية) يدركون أن المدرب القادم من القارة اللاتينية لا يمكن له التعامل والتفاعل مع لاعب الكرة الإنجليزية أو الأوروبية لاختلاف التكوين والبيئة عن الكرة اللاتينية.
ـ في الدوري الإسباني يتكرر ذات الأمر، فالمدربون إما إسبان أو قريبون من البيئة الإسبانية (الجسمانية) و(الكروية).
ـ يجب أن لا نهمل أهمية (فهم) المدرب لتكوين اللاعب الجسماني والفكري وأسلوب اللعب في الدوري المحلي لأن هذه الأمور هي التي تساعد المدرب في عمله.
ـ أما أن تتعاقد أنديتنا مع مدرب قدير فنياً وقوي الشخصية لكنه لا يجيد التعامل مع الجانب الفكري للاعب السعودي بل وبيئة كرة القدم السعودي فهذا يعني المزيد من الهدر المالي والفني.
ـ مازلت عند رأيي أن أفضل المدربين للاعبين السعوديين هم القادمون من أمريكا الجنوبية إلى جانب البرتغاليين لأن هذه الجنسيات تماثلنا في التكوين الجسماني والفكري وأسلوب اللعب.