** تولى اليوناني جورجيس مهمة تدريب فريق الهلال منتصف الموسم الماضي وانتشل (باعتراف كثيرين) فريق الهلال من تدهور فني ونظم الفريق بشكل لافت حتى قاده للفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين ثم كأس السوبر وبعده كأس ولي العهد ونافس بقوة على لقب الدوري وتصدر عدداً من الجولات...
** كان الهلاليون يشيدون بالمدرب اليوناني وبعمله الإيجابي وبمجرد خسارته (أو قرب خسارته) للدوري ظهر الجانب (العاطفي) الانفعالي في تقييم عمل المدرب وبات جورجيس لا يصلح لتدريب الأزرق ولا بد من رحيله...
** أليس هو ذات المدرب الذي غير من شكل الفريق وقاده لثلاث بطولات ونافس على رابعة والآن ينافس على خامسة...؟
** لست قريباً من البيت الهلالي لكنني أحكم على المدرب من خلال شكل الفريق الفني ونتائجه....
** أعتقد أن المنطق ينصف اليوناني جورجيس في هذا الجانب...
** نعم تحقيق البطولات يعد مقياساً هاماً لعمل أي مدرب لكنها (أي البطولات) ليست المعيار الوحيد بل هناك أمور فنية يجب أخذها بالاعتبار ولا يجب أن نختزل عمل المدرب وتقيمه بمجرد خسارة بطولة من 4 أو بطولات خاضها حقق 3 منها...
** هناك ملاحظات فنية بسيطة تسجل ضد جورجيس (من وجهة نظري الشخصية) ساهمت في ارتباك أداء الفريق في بعض المباريات وخسارة الهلال لبطولة الدوري...لكنني لم أسمع رأي المدرب ومبرراته حيال النقاط التي أسجلها ضده فربما لديه أسباب مقنعة...
** أهم سلبيات جورجيس استمرار محمد جحفلي الذي كان نقطة ضعف واضحة في دفاع الهلال... بينما يغيب ديجاو...
** نقطة أخرى تتمثل في اعتماده (شبه الكلي) على البرازيلي الميدا وسط تهميش واضح للبدلاء (الشمراني والسالم والقحطاني) وعندما تكررت إصابات الميدا وغيابه لم يكن البدلاء في فورمة خوض المباريات...
** على الجانب الآخر نجح السويسري جروس في بناء هوية فنية متميزة للفريق الأهلاوي ولم يوفق الأهلي في تحقيق البطولات وتعالت الأصوات مطالبة برحيل المدرب لكن (رمز) الأهلي الأمير خالد بن عبدالله كان (كعادته) هادئاً متزناً يقيم (عمل) المدرب ولا يجعل النتائج هي الحسم في هذا الجانب لأنه يؤمن بأن العمل المنظم الجيد سيثمر ذات يوم...
** هذا ما تحقق....استمر جروس وحقق الأهلاويون بطولة الدوري بعد غياب طويل وفي تصوري لو (تهور) الأهلاويون وابعدوه في منتصف الدوري لخسروا اللقب لكنهم لا يمكن أن يتهوروا ولديهم الأمير خالد بن عبدالله...
** لا أعتقد أن يختلف اثنان على أن أفضل ثلاثة مدربين في الملاعب السعودية هم السويسري جروس والبرتغالي جوميز واليوناني جورجيس..
** وللدلالة على تفوقهم شاهدوا (الأداء) الفني لهذه الفرق الثلاثة وكذلك النتائج وهذا يؤكد تفوقهم (أي المدربين)...
** علينا أن نتعامل مع (تقييم) المدربين من خلال (العقل والمنطق) وليس عبر (القلوب)...
** العقل والمنطق يفرضان أن نقيم عمل المدرب بشكل شامل وليس لفوزه ببطولة أو حتى خسارته لأخرى...
** تدخل (القلوب) في تقييم عمل المدربين أحد أبرز أسباب عدم تقدم الكرة السعودية رغم أننا نملك كل عناصر النجاح والتفوق..