مساعد العبدلي
ملعب الشعلة
2016-01-29
الأمن والسلامة يأتيان أولاً عند إقامة أي نشاط يشهده كثير من الناس ومباريات كرة القدم تعد من أهم الأنشطة التي يجب أن تتوافر فيها (ليس أبسط متطلبات الأمن والسلامة) بل أعلى هذه المتطلبات.
ـ لذلك يجب أن نحترم قرار نقل مباراة الشعلة والنصر من ملعب الشعلة طالما هذه هي توصيات اللجنة الأمنية المعنية بأمور الأمن والسلامة.
ـ لكن العنصر الأهم والرئيس الذي يجب أن يكون له الرأي في تحديد موقع الملعب البديل هو نادي الشعلة ممثلاً في إدارته على اعتبار أن المباراة أصلاً تقام على ملعب الشعلة ويبقى حق أصيل لإدارة الشعلة أن تقرر الملعب البديل.
ـ الغريب أن إدارة الشعلة همشت تماماً سواء في اجتماع مناقشة أحوال الملعب أو حتى في تحديد الملعب البديل، وهذا التهميش يسجل ضد لجنة المسابقات واتحاد كرة القدم إذ لا بد من احترام النادي المستضيف للمباراة ومشاركته في مناقشة أي أمر يتعلق بإقامتها.
ـ عموماً أنا اخترت الأسطر الماضية كمدخل لموضوع أكثر أهمية لكنه للأسف لا يحظى بأي متابعة سواء من المسؤولين أو الإعلام الرياضي.
ـ الكل الآن يتحدث عن نقل المباراة وأين ستقام لكن لا حديث عن الأسباب التي فرضت نقل المباراة وهي عدم ملاءمة الملعب من نواحي الأمن والسلامة لاستضافة المباراة.
ـ شيء مخجل ومحزن للغاية أن يكون هناك ملعب في (المملكة العربية السعودية) التي تعد واحدة من أغنى دول العالم غير مؤهل لاستضافة مباراة أو لا تنطبق عليه متطلبات الأمن والسلامة.
ـ هل يعقل أن يحدث هذا في دولة غنية تنفق المليارات على مشاريع التنمية.. إلى جانب أننا نتغنى بدوري محترفين ينافس الدوري الإسباني (مثلما صرح رئيس رابطة دوري المحترفين قبل فترة ليست بالبعيدة).. كيف ننافس و(معظم) ملاعبنا تفتقر إلى متطلبات الأمن والسلامة.
ـ بل إنني هنا أوجه سؤالاً للمسؤولين عن الرياضة السعودية وإلى زملائي في الإعلام الرياضي.. لماذا الصمت التام عن موضوع إصلاح الملاعب والمنشآت الرياضية.
ـ قبل 10 أعوام بل ربما 15 عاماً قرر اتحاد كرة القدم إقامة مباريات الدوري (غير الجماهيرية) على ملاعب الأندية دعماً للأندية وفتح باب للتمويل المالي.
ـ بعد القرار بأيام معدودة تم تأجيل تنفيذه بسبب عدم ملاءمة ملاعب الأندية لمتطلبات الأمن والسلامة وصدرت التوجيهات (في حينها) بضرورة تجهيز ملاعب الأندية بما تحتاج إليه لتوفير الأمن والسلامة ومن ثم تقام المباريات على ملاعب الأندية.
ـ المؤلم والمؤسف أن هذا الملف ضاع في الأدراج ولم يبدأ التنفيذ وظلت ملاعب الأندية كما هي.
ـ والأشد إيلاماً ومرارة أننا لا نتذكر مثل هذه الملفات إلا عند حدوث قضية تعيد فتحها مثلما هي قضية ملعب الشعلة.
ـ الحمد لله أننا لا ننتظر كارثة جماهيرية حتى نعيد فتح الملفات.
ـ اليوم يجب ألا نتوقف (فقط) عند أين ستقام مباراة الشعلة والنصر، بل يجب أن نفتح ملف تجهيز الملاعب (غير الصالحة) لاستضافة مباريات جماهيرية ويجب أن ندرس (من الآن) أوضاع ملاعب الفرق (المتوقع) صعودها لدوري عبداللطيف جميل حتى نكمل النواقص فيها إن كان فيها من نواقص بدلاً من الانتظار لحين قرب منافسات الموسم الجديد وحينها ندخل في مشاكل تحتاج إلى عدة أشهر لحلها وقد ينتهي الموسم دون أن يتم حلها.
ـ أرجوكم يجب ألا نكتفي بجزء هامشي من المشكلة وننسى المشكلة الحقيقية.
ـ الأمر لا يتوقف على ملعب الشعلة، بل يتعداه إلى أن ملاعب الأندية الكبيرة والجماهيرية هي الأخرى بحاجة إلى إعادة الإصلاح والتصميم وكذلك بقية الملاعب في محافظات ومدن المملكة.
ـ المنطق يقول إننا يجب أن نملك أفضل ملاعب كرة قدم في العالم.