مساعد العبدلي
حوار ياسر
2016-01-26
** يعتقد كثيرون من خلال عنوان المقالة أنني سأعلق على حديث النجم ياسر القحطاني مع الزميل دباس الدوسري...


** الحقيقة أنني لن أعلق على مضمون الحوار لأنني أرى أن أي حوار في أي مجال كان يمثل وجهة نظر قائله وبالتالي علينا أن لا نصادر آراء ووجهة نظر الآخرين...


** إن كان من جزئية لم تعجبني فهي رأي ياسر حول شارة القيادة عندما قال (أنني أضيف للشارة وليست تضيف لي)...أعتقد أن ياسر لم يوفق في هذه الجزئية التي تمثل فوقية فشارة قيادة أي فريق أو منتخب تمثل لمن يرتديها الكثير وأهمها شرف ارتدائها...


** أعود للحوار الذي رأيته من جانبين هامين للغاية...أولهما أنه أعادنا للزمن (الصحفي) الجميل الذي كنا نعيشه قبل قرابة عقدين من الزمن وربما أكثر عندما كانت الصحف ممثلة في أقسامها الرياضية تتسابق لإجراء مقابلات كانت تسمى آنذاك (مواجهات) على جزء واثنين وثلاثة مع شخصيات رياضية كبيرة ونجوم لامعين من وسطنا الكروي...


** كان الحوار يبقى حديثاً للوسط الرياضي لفترة طويلة حتى يحضر حواراً جديداً أكثر قوة فيزيل الحوار الذي سبقه...


** كان سباقاً صحفياً مهنياً شريفاً بين الصحف والزملاء وفي تصوري أن هذا هو الذي ساهم في صناعة إعلام رياضي سعودي قوي ومتميز..


** الجانب الآخر الذي استوقفني في الحوار هو أن الإعلام المكتوب يحضر بقوة متى كان قوياً وليس صحيحاً ما يثار أن القنوات الفضائية سرقت (بالكامل) الحضور والوهج من الإعلام المكتوب...


** الفضاء بات أسرع في نشر الخبر وأكثر جذباً وحضوراً ولفتاً في الحوارات المباشرة لكن هذا لا يعني غياب الإعلام المكتوب متى كان هذ الأخير حاضراً بشكل مهني مثلما حدث في حوار الزميل دباس مع النجم ياسر..


** أعيد القول إنني لا أتحدث على مضمون الحوار فهذا يمثل وجهة نظر ياسر إنما أتحدث عن فكرة الحوار (المواجهة) والتي افتقدناها منذ زمن وأعادنا إليها بإبداع الزميل دباس...


** عندما يحضر محاور قوي متمكن مهنياً ويملك الجرأة وقوة الأسئلة وينجح في إقناع نجم أو شخصية رياضية بحوار مختلف عن التقليدية فإن الإعلام المكتوب يعود للساحة ويجتذب المبتعدين...


** متأكد أن الزميل دباس لن يقف عند حوار ياسر وسيواصل مثل هذه المواجهات وقد يجد صعوبة في موافقة الأسماء المتميزة لأن كثيرين اليوم باتوا يخشون ردود الفعل من خلال قنوات التواصل الاجتماعي...


** قديماً قبل عقدين وثلاثة كانت ردود الفعل على الحوارات تأتي في المجالس والاستراحات لا أبعد من ذلك...


** أما اليوم فقد تصل ردود الفعل (إيجابية أو سلبية) للضيف المحاور عبر قنوات التواصل الاجتماعي قبل أن تغيب شمس اليوم الذي نشر فيه الحوار وقد يخشى كثيرون أن تصل ردة الفعل (إذا كانت سيئة) لمنازلهم ومحيطهم الذي يعيشون فيه وهو بالتأكيد ما لا يريدون حدوثه...


** ننتظر المزيد من المواجهات يا دباس...مواجهات لا تقل قوة عن حديثك مع ياسر...


** نريد أن نعيد للإعلام المكتوب حضوره ومكانته بشرط أن لا يخرج الحوار عن حدود اللباقة والأدب وأنت متمرس في القدرة على احتواء ضيوفك في هذا الجانب...