|




مساعد العبدلي
انتهى المشوار
2016-01-21
يقول الراحل عبدالحليم حافظ من كلمات المبدع الشاعر محمد حمزة (وابتدأ ابتدأ ابتدأ المشوار وآه يا خوفي من آخر المشوار).. ثم يكمل قائلاً (أمانة يا دنيا أمانة تخدينا للفرحة أمانة)... ويواصل بكل حرقة (تاني تاني تاني حنروح للحيرة تاني... ونضيع ونجري وراء الأماني)...
ـ لا أعتقد أنني سأجد وصفاً يليق بحال منتخبنا الأولمبي أجمل وأدق وأكثر تعبيراً من هذه الكلمات الرائعة التي تصف بكل دقة حال منتخبنا في مشاركته هناك في الدوحة..
ـ بالفعل (يا خوفي من آخر المشوار) فقد كانت النهاية سيئة للغاية ولا تليق بمقام كرة القدم السعودية التي وإن انحدرت وتراجعت مؤخراً إلا أن مكانتها آسيوياً أفضل بكثير مما خرجنا به من نهائيات الدوحة..
ـ نحن بلد نملك كل الإمكانات المالية والبشرية والمنشآت.. دعم حكومي ومنشآت متكاملة ومواهب كروية متميزة للغاية.. ماذا ينقصنا كي نتأهل (ولو تأهل) لنهائيات أولمبياد البرازيل..
ـ لم نطلب المستحيل وهو المنافسة على إحدى ميداليات كرة القدم رغم أنه حق من حقوقنا خصوصاً ونحن نشاهد دولاً فقيرة جداً (نحترمها ونقدرها) تأتي من أفريقيا أو أمريكا الجنوبية أو الوسطى تنافس على الميداليات بينما نحن غير قادرين على تجاوز الدور الأول من نهائيات آسيا..
ـ بل غير قادرين على تجاوز تايلند وكوريا الشمالية.. وفي تصوري أن من لا يستطيع تجاوز منتخبات التصنيف الثالث أو الرابع في القارة عليه ألا يرفع من سقف طموحاته..
ـ يجب أن ندرس أحوال الكرة السعودية من الداخل ونعالج سلبياتها ونصلح أحوال مسابقاتنا ثم نبدأ بالتفكير بتقديم منتخبات قوية قادرة على المنافسة إقليمياً وقارياً وعالمياً..
ـ إذا كنا نؤمن بأن الدوري القوي ينتج منتخباً قوياً فإن مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد الحالية ليست بتلك القوة التي تشفع لها بإنتاج منتخب أولمبي قوي بل الغريب أن 95% من لاعبي المنتخب الذي شارك في نهائيات الدوحة لا يشاركون في مسابقة كاس الأمير فيصل بن فهد.. هل هو عدم قناعة بمخرجات هذه المسابقة..
ـ علينا أن نسأل لماذا تم إبعاد المدرب الوطني بندر الجعيثن الذي كان يقود المنتخب في التصفيات بشكل مقبول وتم تحويله مساعداً لجهاز هولندي (تابع) لمدرب المنتخب الأول..
ـ الجهاز الهولندي استدعى لاعبين يلعبون في الفريق الأول في أنديتهم ويرتدون شعار المنتخب الأولمبي لأول مرة وربما أنهم شعروا بتعال ولم يقدموا ما يجعلنا نفرح..
ـ دكة بدلاء يجلس عليها مدربون وإداريون يتجاوز عددهم عدد اللاعبين البدلاء.. كلهم يوجهون بطريقة بدائية تسبب الإرباك لمن هو داخل الملعب..
ـ المشكلة أن المدرب الهولندي كوستر يقول "إن لاعبي المنتخب الأولمبي يمثلون مستقبل الكرة السعودية"، وأنا أقول نعم هذا صحيح ونعلم ذلك لكن ليس تحت إشرافك، فالنهائيات كشفت ضعفك الفني..
ـ ويقول كوستر "المشكلة أن لاعبي المنتخب لا يلعبون بصفة منتظمة مع أنديتهم"، وأنا أقول له هذا كلام غير صحيح، فكل اللاعبين الذين ظهروا في الدوحة يلعبون بصفة منتظمة مع أنديتهم وكعناصر أساسية باستثناء عبدالله مادو والحارس أحمد الحربي..
ـ أذهب لما قاله بعض اللاعبين عن أن (بعض) الإداريين طالبوهم بتهدئة اللعب قبل نهاية المباراة لأن النتيجة تؤهلهم في جهل تام للوائح البطولة وأقول إذا كان هذا قد حدث فهذه مصيبة عظمى..
ـ انتهى المشوار وآه من نهايته الكئيبة المؤلمة.. بالتأكيد سيتحدثون مبررين الإخفاق.. واعدين بسرعة الإصلاح.. لكن الأمور ستبقى كما هي لأن ما يقال هو فقط مسكنات وقتية لامتصاص غضب وحزن وألم الجماهير السعودية..
ـ يقول العزيز أحمد عيد (سنحاسب المسؤولين عن الخروج).. وجماهير الكرة السعودية تقول لأحمد عيد لن ننتظر طويلاً فنحن بانتظار محاسبتهم عاجلاً فقد قتلوا طموح وطن ومواطنين..
ـ ارحمونا فنحن نملك كل مقومات النجاح، لكن منتخباتنا تتراجع وتخذلنا والمؤلم أننا نشاهد منتخبات تمثل دولاً لا تملك 10% مما نملكه من منشآت وطاقات بشرية ومواهب كروية تسبقنا وتحقق الانتصارات..
ـ منتخبات كانت ذات يوم تحتفل عندما تخسر من المنتخب السعودي بثلاثة أهداف أو أربعة وليس أكثر.. واليوم سبقتنا في كل المحافل العالمية.