مساعد العبدلي
القروض وسدادها
2016-01-07
قبل أكثر من شهر كتبت في هذه المساحة مؤيداً (تفكير) ومن ثم (توجه) الأندية نحو الاقتراض البنكي لسداد جزء من مديونياتها وتسيير أمورها المالية المستقبلية وقلت إن هذا الحل ليس عيباً بل هو موجود في كل دول العالم وفي شتى مجالات الحياة وليس الجانب الرياضي فقط.
ـ هناك شركات عالمية ناجحة ورائدة على مستوى العالم لا تتوقف عن طلب القروض البنكية طالما أن هذه القروض توفر سيولة نقدية مباشرة وتستطيع الشركات سدادها في أوقات لاحقة خصوصاً أن تلك الشركات تحقق أرباحاً طائلة تفوق ما يجب عليها أن تسدده للبنك.
ـ اليوم تخوض أنديتنا هذه التجربة وفي تصوري أنها ستكون ناجحة متى توافرت لها عوامل عدة سآتي على ذكرها لاحقاً في السطور التالية.
ـ لكن قبل ذكر هذه العوامل علينا أن نتعرض لبعض إيجابيات هذه القروض ولعل أهمها توفير السيولة النقدية الفورية لحل المشاكل المعلقة إلى جانب تنفيذ بعض الصفقات وأخيراً بل ربما أولاً تسديد مستحقات اللاعبين والعاملين في النادي.
ـ إيجابية أخرى يسجلها القرض للنادي تتمثل في اعتماد النادي في التمويل على نفسه (طبعاً القرض يصبح اتفاقاً بين النادي والبنك وبالتالي بات النادي معتمداً على نفسه في التمويل والسداد).
ـ ولإيضاح هذه الجزئية بشكل أدق أقول إن النادي لن يكون معتمداً (ونسبة تتجاوز 80%) على دعم شرفي في المجهول تحدده ظروف أعضاء الشرف الداعمين بل إن النادي سيعتمد على مبالغ الرعاية التجارية ومستحقاته لدى الجهات الرسمية (رعاية الشباب واتحاد الكرة والرابطة) لسداد القرض بينما سيكون ما يأتيه من دعم شرفي بمثابة مبلغ إضافي لميزانية النادي.
ـ أعود للعوامل التي قلت لا بد أن تتوافر كي تنجح فكرة القروض وتبقى مصدر دخل دائماً للأندية بل ربما يزيد مبلغ القرض بعد كل فترة.
ـ أهم عامل يجب توافره هو التزام النادي بسداد المبالغ المستحقة للبنك في وقتها لتفادي أولاً فوائد إضافية وثانياً من أجل أن يكون سجله لدى البنك متميزاً وهذا من شأنه أن يشجع البنك على تجديد القرض ومنح قروض إضافية بتسهيلات ومبالغ أكبر.
ـ ولكي يقوم النادي بسداد التزاماته بانتظام فلا بد أن تلتزم الهيئات الرسمية (الرعاية واتحاد الكرة والرابطة) بسداد مستحقاتها للأندية دون تأخير مثلما يحدث الآن.. التأخير في سداد المستحقات يعني تأخر الأندية في سداد مستحقاتها للبنوك وهذا يعني فشل فكرة القروض.
ـ عامل يساعد في نجاح فكرة الاقتراض أو التمويل البنكي يتمثل في (إيجابية) صرف إدارة النادي للقرض وتوظيف المبلغ المقترض التوظيف الأمثل إذ إن ذلك يحقق للإدارة النجاح وبالتالي ازدياد الشركاء الإستراتيجيين وارتفاع قيمة المبالغ المدفوعة من قبلهم بينما العكس صحيح إذ إن عدم إدارة القرض بشكل إيجابي سيزيد من أوضاع النادي سوءاً وهذا يعني انحسار الرعاة.
ـ عامل آخر ومهم للغاية سيساعد في نجاح فكرة القروض يتمثل في ضرورة إعادة النظر في آلية وقيمة بيع حقوق النقل التلفزيوني لدوري المحترفين إذ يجب أن تشارك الأندية في مفاوضات بيع الحقوق بحثاً عن العرض الأنسب الذي يدر مبالغ أكبر في خزائن الأندية.
ـ آخر عوامل نجاح القروض البنكية للأندية هو تفعيل الجوانب الاستثمارية والتسويقية في الأندية بحثاً عن مداخيل مالية إضافية من شأنها تسهل عملية سداد المستحقات المالية على الأندية.
ـ فكرة القروض البنكية فكرة رائعة وناجحة ستساعد الأندية كثيراً في حل مشاكلها المالية وكذلك رسم خططها المستقبلية بشرط (كما قلت) توافر العوامل السابقة التي تضمن سداد المستحقات للبنوك.
ـ أما نجاح الاستثمار والتسويق (الذي يحتاج إلى دعم حكومي من خلال قوانين وضوابط تحمي هذا الاستثمار ومنتجات الأندية) فإنه سيكون الحل النهائي والجذري (مستقبلاً) لعدم حاجة الأندية للقروض ولا للدعم الشرفي.
ـ لكن السؤال.. متى ينجح الاستثمار والتسويق الرياضي؟