مساعد العبدلي
طقطقة .. سخرية .. نقد
2015-11-26
قبل 3 عقود لم يكن هناك وسائل إعلام رياضي سوى الصحافة الورقية التي كانت تتولى مسؤولية تغطية ومتابعة الأحداث الرياضية داخلياً وخارجياً.
ـ لم تكن الصحافة الورقية تخلو من (بعض التعصب) للأندية وكان تعصباً مقيتاً يصل في بعض الأحيان إلى التندر والسخرية من المنافسين لكن دون شك أن ذلك التعصب (ولو كان مقيتاً) ساهم في رفع حدة التنافس الكروي بين الأندية وزيادة الرقعة الجماهيرية الرياضية لكثير من الأندية.
ـ بعد ذلك دخلت القنوات الفضائية كوسيلة إعلامية حديثة للتغطية الرياضية وباتت برامج (التوك شو) تنتشر بشكل كبير وسريع حتى أصبح البعض يسميها (دكاكين الفضاء) كونها تعرض بضائع مختلفة منها الغث كما فيها السمين.. وعبرها انتشر كثير من الضيوف والمحللين.
ـ تفوقت القنوات الرياضية على الصحافة الورقية كونها أسرع وأسهل انتشاراً لأنها تصل للمنزل دون عناء البحث عنها كما هو حال الصحف.
ـ برامج (التوك شو) واصلت الطريق ذاته الذي بدأته الصحافة الورقية وهنا أتحدث عن السخرية والتندر بالمنافسين بل وصل الأمر لدرجة استهجنها الكثيرون.
ـ الاستهجان جاء نتيجة أن القنوات الرياضية أصبحت تنقل المنافسات الكروية العالمية التي تختلف كثيراً عن منافساتنا (وهنا أتحدث عن مستوى كرة القدم) وساهم هذا في رفع مستوى وعي وثقافة المتلقي، خصوصاً الشباب الذين باتوا يرفضون بل ويستهجنون ما يطرح في البرامج الرياضية السعودية.
ـ ومع مرور الزمن والتطور التكنولوجي دخلت وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أدواتها على الخط وباتت هي أحدث الوسائل الإعلامية لمتابعة الأحداث بل وحتى المناقشات الرياضية.
ـ وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تفوقت كثيراً على الصحافة الورقية والقنوات الفضائية لأنها أصبحت في يد الجميع وأصبح الكل محللاً وناقداً رياضياً بل وأتاحت التواصل بين الجميع كاسرة بذلك حاجزاً كان الإعلام يصنعه لمنع الجماهير من التحاور مع الإعلاميين والمحللين والنقاد.
ـ ولأن قنوات التواصل الاجتماعي متاحة للجميع وبعيدة عن الرقابة والفلترة فقد زاد حجم التندر والسخرية وهنا ومع تطور الزمن برز مصطلح جديد هو (الطقطقة) لينضم للسخرية والتندر لكنها (أي الطقطقة) تفوق تندر وسخرية الإعلام بشكل لا يوصف لأنها تصدر من كل فئات وشرائح المجتمع لدرجة أن من (يطقطق) عبر وسائل التواصل الاجتماعي قد يكون في الأصل لا يقرأ ولا يكتب ولكن يجد من يخدمه في هذه الوسيلة ويكتب له ما يعبر عن رغبته وما يجول في خاطره.
ـ بالتأكيد أنني (ومعي كثيرون) أرفض السخرية والتندر و(الطقطقة) التي لا تنطلق من مبدأ المداعبة والمزاح المحبب والتي قد تصل بنا للعنصرية والإساءة.
ـ لكنني (ومعي كثيرون) أؤيد انتشار ظاهرة السخرية والتندر و(الطقطقة) المحببة للنفس التي تضفي شيئاً من الترفيه وتتقبلها النفس على اعتبار أنها انطلقت للترفيه وليس للإساءة.
ـ بل لا أبالغ إذا قلت إن (شيئاً) من التندر والسخرية وكذلك (الطقطقة) بالإمكان اعتبارها والتعامل معها على أنها أسلوب حديث للنقد الرياضي وهذا يحدث فقط لمن يستطيع أن يتعامل معها على أنها (السخرية والتندر والطقطقة) بالفعل أدوات نقد لممارسة معينة أو تصرف محدد سواء للاعب بعينه أو فريق من الفرق.
ـ على سبيل المثال عندما يتم التندر والسخرية و(الطقطقة) على طريقة هدف من الأهداف ولج شباك فريق من الفرق فإن ذلك الفريق متى تعامل برجاحة عقل مع ذلك الطرح (ولو كان ساخراً) بطريقة إيجابية وأصلح من سلبياته وتلافى استقبال شباكه مرة أخرى لمثل ذلك الهدف فإنه يكون حول التندر والسخرية و(الطقطقة) إلى نقد إيجابي.
ـ نريد المزيد من التندر والسخرية و(الطقطقة) بشرط ألا نخرج عن الروح الرياضية وأن تتعامل الأندية وكذلك اللاعبون معه على أنه نقد يصلحون من خلاله سلبياتهم.
ـ هكذا تتحول وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلى أدوات إيجابية.