مساعد العبدلي
اختلاف القانونيين
2015-11-04
النص :
** بغض النظر عما تنتهي إليه قضية نادي الهلال المتوقع إعلان حكمها النهائي اليوم من قبل محكمة (CAS) فإن وسطنا الكروي استمتع طيلة الفترة الماضية بنقاش مثير وجميل حتى لو احتد في بعض الأحيان...
** كان النقاش ثرياً ومفيداً وفي مجال جديد للغاية وهو المجال القانوني إذ اعتدنا أن يكون معظم نقاشنا يدور في فلك نتائج المباريات والحالات التحكيمية وقرارات لجنة الانضباط وغيرها من قضايا للأسف في مضمونها هامشية...
** قانونيون كثر (سعوديون وغير سعوديين) تداخلوا وأدلوا بآرائهم عبر وسائل الإعلام المختلفة حيال القضية ورغم اختلافهم (قانونياً) فقد كان نقاشاً ايجابياً أراه من وجهة نظري الشخصية يصب في خانة تثقيف المتلقي...
** لن أتطرق لمن (تجاوز) على بعض القانونيين لمجرد أنهم قالوا رأياً (قانونياً) لم يعجب (المتجاوز) لأنني سأرتقي بالطرح لما هو أهم من ذلك...
** ينتقد بعض الزملاء الإعلاميين (تفاوت أو تضارب) آراء رجال القانون الذين قالوا ما يرونه (قانونياً) في قضية الهلال والأهلي الإماراتي...
** شخصياً أرى أن الطبيعي جداً هو أن تتفاوت آراء القانونيين لأنهم يتحدثون عن قوانين وضعية من صناعة البشر وليست قوانين إلهية لا جدال حولها...
** لوائح الاتحادات واللجان الرياضية وضعها البشر وليست فقط قابلة للخطأ والتعديل بل حتى تفسيرها يختلف من شخص لآخر وكأننا نقول (المعنى في بطن الشاعر)...
** النص القانوني يجتهد القانونيون وغير القانونيين بتفسيره من خلال قراءتهم أو ثقافتهم الشخصية التي قد تتطابق مع منطوق النص ومضمونه...
** لكن (وهنا الأهم وموضوع المقالة) قد يفهم القانونيون والمنتمون للوسط الرياضي نص لائحة معينة بطريقة بينما واضع النص يقصد أمراً آخر وهنا يبرز الاختلاف بين القانونيين في تفسير اللوائح...
** من هنا أجد أن اختلاف القانونيين حيال احتجاج الهلال طبيعي جداً لأنهم (أي المختلفين) ليسوا من وضع لوائح الاتحاد الإماراتي أو الآسيوي وكل ما يطرحونه يمثل رؤية ووجهة نظر تقبل كل الاحتمالات...
** التفسير النهائي هو لدى من وضع النص واللائحة...
** نريد المزيد من مثل هذه القضايا والاختلافات التي تثري ساحتنا الرياضية وتساهم في رفع مستوى الثقافة... علينا أن نتعامل مع مثل هذه الاختلافات بأسلوب الباحثين عن الثقافة وليس المنغلقين في إطار الميول والانتماء...
** أما تفسير اللوائح والنصوص والرؤية القانونية فلا علاقة لها بقضية المواطنة مهما حاول (البعض) تجريد آخرين من وطنيتهم لأنهم قالوا رأياً (قانونياً) لا يناسبهم أو لا يتفق ومصلحة ناديهم...