مساعد العبدلي
من يبعد المدربين؟
2015-10-30

تشيلسي الإنجليزي العريق تحت إشراف المدرب العالمي مورينيو يحتل (حالياً) المركز الخامس عشر في الدوري الإنجليزي ومع ذلك يواصل المدرب عمله دون أن يتعرض للإبعاد.. (لا أعلم هل تم إبعاده بعد خسارة الفريق أمام ستوك سيتي ومغادرته بطولة كأس رابطة المحترفين؟)..
ـ أرسن فينجر يدرب الأرسنال منذ أكثر من 15 عاماً ربما حقق خلالها بطولات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة لكنه بقي في منصبه واليوم يتصدر فريقه أرسنال مع المان سيتي صدارة الدوري الإنجليزي..
ـ العجوز السير أليكس فيرجسون أمضى في منصبه مدرباً لمانشستر يونايتد أكثر من 25 عاماً ولم يكن يحقق كل موسم بطولة ومع ذلك ظل مدرباً لفريقه لهذه السنوات الطويلة..
ـ بينما نحن في الكرة السعودية (في المنتخبات والأندية) لا يبقى المدرب في منصبه أكثر من 3 أشهر ولا أتذكر أن مدرباً تجاوز 3 مواسم يدرب نفس الفريق في ملاعبنا..
ـ إنها ثقافة لا نراها سوى في ملاعبنا والملاعب العربية بشكل عام وهي ثقافة إقصاء المدربين وتحميلهم (وحدهم) مسؤولية الخسارة دون أن ننسب لهم (وحدهم) مسؤولية الفوز وتحقيق الإنجازات..
ـ ثقافة إقصاء المدربين وتعدد جنسيات ومدارس المدربين هي من أهم أسباب تخلف كرة القدم العربية رغم أننا نملك أفضل المنشآت بل وأفضل المواهب الكروية وهذه بشهادة كل الخبراء العالميين الذين زاروا العالم العربي سواء للعمل أو لأي مناسبة أخرى..
ـ اللاعب العربي (ورغم تمتعه بالموهبة وتوفر الملاعب الجيدة له) إلا أنه لا يتطور ولا نجده يحترف في دوريات كرة القدم المتقدمة في أوروبا بسبب ضعفه الفني وليس لغياب موهبته..
ـ ضعف اللاعب الفني نتيجة طبيعية لتعدد وتنوع المدربين وقصر فترات تواجدهم ما يساهم في تشتت اللاعب تدريبياً وبالتالي عدم تطور مستواه لدرجة تسمح له بالاحتراف الخارجي..
ـ اللاعب نفسه يساهم أحياناً في إقصاء المدربين إذ أن كثيراً من اللاعبين العرب كسولين بطبعهم لا يحبون تدريبات الصباح أو التدريبات المكثفة فتجدهم يتآمرون من أجل إبعاد المدرب غير مدركين أنهم يعاقبون أنفسهم أو يقضون على مواهبهم..
ـ اللاعبون قد يتآمرون فيخذلون المدرب لكن قرار الإقالة ليس بأيديهم بل تتخذه الإدارة..
ـ لا أتحدث هنا عن إبعاد خورخي داسيلفا عن تدريب النصر، بل أتحدث بشكل عام عن ثقافة عربية شاملة وسعودية على وجه التحديد.. ولكن إبعاد داسيلفا دفعني لمناقشة الموضوع لأنه بات يتكرر كثيراً..
ـ عموماً ليس دوماً اللاعبون هم سبب إبعاد المدرب لكنهم قد يكونون أحد الأسباب إنما في غالب مواقف الإبعاد يكون السبب إما رئيس النادي أو عضو شرف أو أكثر..
ـ نعم.. عندما يهتز أداء الفريق فليس أمام الرئيس (سواء رئيس ناد كان أو رئيس اتحاد الكرة) سوى المدرب كبشاً للفداء إذ لا يمكن إبعاد لاعبين تعاقد معهم بالملايين (لاعبي النادي) أو إبعاد لاعبي المنتخب إذا كان الأمر يتعلق بسوء نتائج المنتخب..
ـ وفي أحيان أخرى يكون المدرب غير مقنع لعضو شرف أو أكثر ممن يدعمون النادي فتكون النتيجة إبعاد المدرب رغبة من الإدارة في عدم خسارة ذلك العضو الشرفي..
ـ مؤسف جداً أن من يتخذ قرار الإبعاد الفني في منتخباتنا وأنديتنا هم إداريون أو شرفيون لم يسبق لمعظمهم وربما جميعهم أن مارس كرة القدم ومع ذلك يقيمون المدرب.. هذا يبقى وذاك يرحل وثالث يتم التعاقد معه..
ـ نادراً ما توجد في اتحاد الكرة على مدى تاريخه أو في أنديتنا لجان فنية تقيم المدربين وتمنح مشورة التعاقد مع هذا المدرب أو إقالة ذلك المدرب وإذا وجدت تلك اللجان فهي صورية في غالبها بل ربما يضعها المسؤولون في اتحاد الكرة والأندية لتلقى عليهم (أمام الجماهير) مسؤولية فشل المدربين..
ـ بصراحة وبدون أن يغضب أحد .. المسؤولون لدينا يتعاملون مع المدربين كجزء من الأملاك الخاصة يتم إبعادهم للرضى وعدم الرضى أو لإبعاد مسؤولية الإخفاق عنهم وربما نزولاً عند رغبة الجماهير، المدربون في ملاعبنا نادراً ما يبعدون نتيجة تقييم عملهم..
ـ وطالما يتكرر إبعاد المدربين.. فإنه من الصعب جداً أن تتطور الكرة العربية.