أعود من جديد للحديث عن سباق الترشح للفوز برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA...
ـ أكرر ما قلته في مناسبات عديدة أنني مع هذا النوع من التنافس طالما أنه تنافس شريف يفوز في نهايته من يستحق أن يجلس بالفعل على كرسي FIFA..
ـ طبيعي جداً أن يكون هناك اتصالات وتحركات من قبل المرشحين لدعم حظوظهم ولا ضير في مثل هذه التحركات طالما لا تشوبها شبهات الرشاوى..
ـ هناك رشاوى قد تكون مقبولة وهي رشاوى الوعود وهنا أعني أن كل المتسابقين نحو رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم سيقدمون الوعود الرنانة لكل الاتحادات التي يزورونها شأنهم شأن أي مرشح انتخابي في أي مجال كان وهي وعود (غالباً) ما تتبخر وتضمحل عندما يفوز المرشح.
ـ قلت سابقاً إنني شخصياً (وأتمنى أن يكون الصوت السعودي الرسمي كذلك) لا يعنيني اسم أو شخصية أو جنسية الفائز برئاسة FIFA بقدر ما يهمني أن يكون الفائز قادر على تحقيق مصالحنا كسعوديين ومصلحة كرة القدم العالمية حتى لو كان الفائز هو المرشح الليبيري..
ـ ربما ينتقدني البعض في هذا التوجه ويتوقع مني أن أذهب خلف مرشح عربي سواء كان الشيخ سلمان بن خليفة أو الأمير علي بن الحسين بحكم أنهما يمثلان العرب..
ـ لمن ينتقدني أقول إن علينا أن نتخلى عن هذه النغمة القديمة التي لا أراها تقدم شيئاً في عالم المصلحة والمنفعة والدليل أن الصوت السعودي الرسمي ظل سنوات طويلة يقدم صوته للسويسري بلاتر رغم تعدد منافسيه والسبب كان قناعة السعودية بأن بلاتر يخدم مصالحها ويقدم الكثير لكرة القدم بشكل عام..
ـ ثم إنني أوجه سؤالاً لمن قد ينتقد توجهي بعدم التركيز على مرشحي العرب وسؤالي هو (إذا كان الشيخ سلمان والأمير علي بحث كل منهما عن مصلحته الشخصية من خلال إصرار كل منهما على الترشح فلماذا نلام عندما نبحث عن مصلحتنا التي قد تتحقق عبر مرشح غيرهما؟)..
ـ لماذا لم يضع الشيخ سلمان والأمير مصلحة العرب فوق مصلحتهما (مثلما يطالب كثيرون بأن نذهب دوماً خلف الصوت العربي؟) لأن كل منهما (ببساطة تامة) يهمه المجد (الشخصي) ونحن تهمنا مصلحة الكرة السعودية بغض النظر عن هوية من يستطيع تحقيقها..
ـ أغلقت فترة الترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم وبات الشيخ سلمان والأمير علي من ضمن المتسابقين نحو زيوريخ بحثاً عن مجد شخصي مهما حاول كل منهما قول غير ذلك وأنه حريص على كرة القدم العالمية وعلى وجه الخصوص تطوير الكرة العربية..
ـ دخول الشيخ سلمان سيحرم (دون شك) الأمير علي من أصوات عديدة حصل عليها في سباقه الذي خسره في مايو الماضي ضد (المستقيل والموقوف عن العمل) جوزيف سب بلاتر..
ـ ما أعجبني في السباق الحالي نحو رئاسة FIFA هو تعدد المتنافسين عكس ما كنا نشاهده سابقاً إذ كان بلاتر غالباً ينافس نفسه..
ـ كلما تعدد المتنافسون كلما زاد حرص كل مرشح على تقديم برنامج انتخابي متميز وهذا يخدم كرة القدم بشكل عام بشرط أن يتحول البرنامج الانتخابي إلى واقع وليس مجرد فقاعة انتخابية تنتهي بانتهاء التصويت.