مساعد العبدلي
FIFA جديد
2015-09-27
** يبدو أن عالم كرة القدم بات بحاجة لاتحاد كرة قدم دولي جديد، فالمؤشرات الحالية حول الاتحاد القائم تنذر بأنه ليس في أفضل حالاته وإن الوقت حان لهدمه وإعادة بنائه من جديد.
** نتذكر جميعاً قبل فترة العاصفة الشديدة التي عصفت بالاتحاد وبأبرز رجاله وأسقطتهم تباعاً من مواقعهم وهرب البعض قبل أن تأخذه العاصفة في طريقها.
** العاصفة ليست بسبب سوء الأحوال الجوية إنما بسبب الفساد الذي ضرب الكثير من مفاصل هذه المنشأة.
** وعندما شملت العاصفة معظم رموز الاتحاد الدولي قلنا في ذلك الوقت إن الفرنسي ميشيل بلاتيني قد يكون الأنسب لتولي رئاسة الاتحاد بحكم أنه لاعب ونجم عالمي سابق مارس كرة القدم ويعرف خفاياها واحتياجاتها إلى جانب أنه لم يكن ضمن من شملتهم العاصفة.
** لكن ما حل بالاتحاد الدولي لكرة القدم لم يكن(عاصفة) بل كان (زلزالاً) ونعرف جميعاً أن للزلازل هزات أرضية تحدث في وقت لاحق وهو ما يظهر أنه يصيب FIFA اليوم، إذ برزت إلى السطح تهمة تلقي بلاتيني رشوة بمبلغ 2 مليون يورو من الرئيس (المستقيل) بلاتر وهو ما ينفيه بلاتيني لكن الأيام المقبلة كفيلة بكشف الحقائق.
** يقول المثل (العيار اللي ما يصيب يدوش) وهنا بات بلاتيني تحت المجهر والشكوك لينضم لمن أخذتهم العاصفة وأسقطهم الزلزال.
** ولعل ما يجعل الاتحاد الدولي بهيئته السابقة (سواء التي سقطت بفعل الزلزال أو ما زالت صامدة) تحت الظنون والشكوك وعدم ثقة أنصار وممارسي كرة القدم في العالم هو ما يحدث حيال ملف استضافة قطر لنهائيات كأس العالم.
** لا أتحدث هنا عن آلية الإسناد إنما عن تردد FIFA في تحديد موعد المونديال، فقد أمضينا ما يقرب من عامين في أخذ ورد حيال الموعد النهائي للمونديال.
** أخيراً قرر FIFA أن المونديال سيقام في شتاء 2022 وتحديداً خلال شهري نوفمبر وديسمبر في حادثة سابقة لم تحدث من قبل وإن كانت منطقية كونه من الصعب خوض النهائيات في فصل الصيف في منطقة الخليج.
** قد يكون الموعد مناسباً جداً (للجميع)على صعيد الطقس لكنه بالتأكيد لن يكون مناسباً لدول أوروبا المتقدمة كروياً (إنجلترا وأسبانيا وإيطاليا) على أساس أن هذا الموعد يمثل الثلث أو الربع الأول من منافسات الدوري المحلي لديهم.
** اتحادات كرة القدم في هذه الدول ترتبط بعقود رعاية تجارية لسنوات طويلة ربما بعضها يتجاوز 2022 وهذه العقود تأخذ في اعتبارها أن الدوري المحلي في مواعيده وهو ما لا يحدث فيما لو أقيم مونديال قطر في فصل الشتاء.
** إقامة المونديال في فصل الشتاء تعني التغيير الجذري في أجندة المنافسات المحلية للدول الأوروبية وهذا يسبب خسارة كبيرة لاتحاد كرة القدم والأندية الأوروبية حتى لو حاول FIFA تعويضها إلا أن العلاقة التجارية بين منشآت كرة القدم والشركات في أوروبا قد تهتز.
** في تصوري أن اعتماد FIFA لفصل الشتاء لإقامة مونديال قطر سيكون بمثابة هدم اللبنة الأخيرة في مبنى الاتحاد الدولي لكرة القدم.
** وأعتقد أن اتحادات كرة القدم الأوروبية ستتكتل بقوة منذ اليوم بحثاً عن اتحاد كرة قدم دولي جديد لا يضم أحداً من جنوده القدامى الذين غاصوا في أعماق الفساد.