مساعد العبدلي
فلسطين ورد الجميل
2015-09-24
أعلم أنه ليس من المفترض خلط السياسة بالرياضة..
ـ وأعلم أن من مبدأ تكافؤ فرص المنافسة أن يلعب المنتخب السعودي في رام الله مثلما لعب المنتخب الإماراتي هناك..
ـ وأعلم أن من حق اتحاد كرة القدم الفلسطيني أن يطالب باللعب على أرضه..
ـ لكن ليس كل ما ذكرته أعلاه (يجب) أن يتحقق لأن كرة القدم تحكمها في كثير من الأحيان أمور تجعل السياسة تتدخل في الرياضة ولعل نقل اتحاد كرة القدم الإسرائيلي من آسيا إلى أوروبا قبل أكثر من 40 عاماً كان بمثابة تدخل السياسة في الرياضة من أجل أن تسير أمور كرة القدم بشكل لا تعكر الشئون السياسية صفوها..
ـ لن أضيع الوقت كثيراً بحثاً عن كلام بل سأقول مباشرة وباختصار إن قضية لعب المنتخب السعودي في رام الله شأن سيادي بحت لا يملك قراره اتحاد كرة القدم السعودي بل إن اتحاد الكرة الفلسطيني هو الآخر لا يملك قرار فرض اللعب..
ـ القرار سياسي بحت والمسؤولون في اتحاد الكرة في البلدين إنما ممثلون للقرار السياسي ومتأكد تماماً بأن الحسم في النهاية سيكون عبر قرار سياسي نتيجة تفاهم بين القيادتين السياسيتين في المملكة وفلسطين..
ـ ما سأقوله في السطور التالية ليس من مبدأ المنة بل هو حقيقة وهنا أتحدث عن مواقف المملكة من القضية الفلسطينية لأكثر من 60 عاماً لم يكن خلالها للسعودية قضايا سوى القضية الفلسطينية..
ـ وقفت السعودية مع القضية الفلسطينية ودعمتها بكل ما لديها من قوة وعلاقات سياسية وقدمت المملكة (دون منة) للحكومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الدعم المالي المتواصل..
ـ في تصوري أن لعب المنتخب السعودي في رام الله لا يمثل دعماً سياسياً مؤثراً كما يحاول الإخوة الفلسطينيون تأكيده.. مثلما أن عدم لعب المنتخب السعودي في رام الله لا يمثل تخلياً سعودياً عن القضية الفلسطينية..
ـ القضية الفلسطينية كقضية ودعم المملكة لها أكبر بكثير من خوض مباراة في كرة القدم هناك في رام الله وعلى الفلسطينيين أن يعوا ذلك جيداً ويتنازلوا عن إصرارهم من أجل ألا يخسروا الداعم الأكبر لقضيتهم مع ثقتي التامة بأن القيادة السعودية أكبر بكثير من هذا المستوى من التفكير إذ لا يمكن لهذه القيادة الحكيمة الرشيدة أن تجعل مباراة في كرة القدم ميزاناً لدعمها لقضية إسلامية وعربية محورية تبنتها المملكة لعقود وستظل تتبناها حتى يتحقق النصر فيها..
ـ في اعتقادي أن أقل ما يمكن أن تقدمه السلطة الفلسطينية اليوم (القيادة السياسية) هو قبول لعب المباراة خارج الأراضي الفلسطينية وهو بالفعل أقل ما يمكن تقديمه لرد جميل المملكة الذي قدمته دون منة..
ـ أتمنى أن يكون موقف السلطة الفلسطينية (القيادة السياسية) ناضجاً في موقف يعكس مدى تقديرهم للسعودية حكومة وشعباً ومنتخب كرة قدم..
ـ فهل تفعل السلطة الفلسطينية ذلك وتقبل أن تقام المباراة في الأردن؟ أتوقع ذلك مع أنني أؤكد أن أقل ما يمكن تقديمه للمملكة من قبل القيادة الفلسطينية ليس قبول اللعب خارج فلسطين فقط بل كنت أتمنى من الفلسطينيين أن يقولوا للسعوديين (نحن مستعدون أن نلعب ذهاباً وإياباً في السعودية، وهذا هو أقل واجب تجاهكم وتقديراً لدعمكم لقضيتنا)..
ـ عيدكم مبارك وعساكم من عواده.