أبدأ بالقول إنني أعلم أنه من المبكر جداً الحكم على مستوى الحارس (الثالث) لمرمى النصر متعب شراحيلي لكن ما أظهره هذا الشاب الواعد في المباراتين اللتين حمى فيهما مرمى فريقه أثبت أنه موهبة واعدة...
ـ حرصت على تقويس كلمة الثالث لأننا اعتدنا أن من يلعب هو الأساسي والثاني هو بديله والثالث هو بديل البديل وقد لا يأتي إلا في ظروف صعبة وهو ما حدث مع حارس مرمى النصر متعب شراحيلي...
ـ مثل يقول (رب ضارة نافعة) وآخر يقول (مصائب قوم عند قوم فوائد) وأرى أن المثلين ينطبقان تماماً على حالة متعب شراحيلي...
ـ ظروف غياب العنزي وشيعان (أجبرت مدرب النصر) على إشراك متعب شراحيلي وهنا رب ضارة نافعة... وإصابة العنزي وشيعان منحت شراحيلي فرصة الحضور وتقديم نفسه وهنا انطبق مثل مصائب قوم...
ـ شخصياً لا أبالغ إذا قلت إن ما شاهدته من متعب شراحيلي في مباراتين جعلني أمنحه التفوق على العنزي وشيعان لأسباب عديدة...
ـ قبل شرح الأسباب أعلم أن المواجهتين لا تكفيان للحكم على أداء الحارس لأنهما فقط مباراتين إلى جانب أنهما أمام فريقين أقل كفاءة فنية من النصر لكن إمكانات الحارس شراحيلي كانت واضحة للغاية...
ـ أعود للأسباب التي جعلتني أمنح فرص التفوق لشراحيلي...أولها ثقته في نفسه فلم يظهر مرتبكاً رغم أنه جاء لحماية مرمى النصر في ظروف متعثرة لحامل اللقب ووسط ضغط نفسي وجماهيري رهيب للغاية لكنه ظهر متماسكاً وجريئاً للغاية وهذه ميزة تسجل لحارس المرمى إلى جانب تكوينه الجسماني الذي يتفوق فيه على العنزي وشيعان...
ـ سبب آخر يجعلني أبدي إعجابي بقدرات الحارس متعب شراحيلي وهو إجادته المتناهية لاستخدام يده بدلاً من قدمه في بداية الهجمة النصراوية وهذه ميزة لا نراها كثيراً في حراس المرمى السعوديين بعد اعتزال النجم الكبير محمد الدعيع...
ـ بصراحة عندما شاهدت متعب شراحيلي سألت نفسي (لماذا كان النصراويون قلقين على مرماهم بعد الغياب القسري للعنزي وشيعان ولديهم حارس مرمى بكفاءة متعب شراحيلي؟؟)
ـ ربما أن ما كتب عن قلق النصراويين كان مجرد اجتهادات صحفية ولم يكن هذا هو الواقع داخل البيت النصراوي خصوصاً في ظل المدرب القدير هيجيتا الذي تؤكد الأنباء أنه من كان وراء تأجيل مشاركة العنزي لعدم جاهزيته التامة ولم يفعل هيجيتا ذلك إلا لثقته التامة بقدرات متعب شراحيلي...
ـ تألق الثلاثي العنزي وشيعان وشراحيلي (الذين شاهدناهم حتى الآن وربما هناك حراس متألقون غيرهم) لاشك يعود للمدرب القدير هيجيتا الذي قدم عصارة خبرته لحراسة النصر ولابد من تقديم الشكر لإدارة النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي التي حرصت على بقاء هيجيتا لمواسم عدة رغم تعدد المدراء الفنيين الذين اشرفوا على النصر منذ التعاقد مع هيجيتا... نحن اعتدنا أن أي مدير فني جديد يحضر معه مدرب حراس وهو ما رفضته إدارة النصر لعلمها التام بكفاءة وعمل مدرب الحراس هيجيتا الذي نشاهد الآن نتائج عمله...
ـ قبل أكثر من 30 عاماً كان لدى النصر أفضل حارسين في الكرة السعودية مبروك التركي (يرحمه الله) وسالم مروان (شافاه الله) ولتقارب مستواهما الفني كان كل من يدرب النصر في ذلك الوقت يمنحهما فرصة المشاركة بالتناوب من أجل المحافظة على كفاءتهما الفنية...
ـ أتمنى أن لا تكون عودة العنزي وشيعان بمثابة إعلان اختفاء متعب شراحيلي... لا بد أن يحرص مدرب النصر على منح الفرصة بالتناوب للحراس الثلاثة أو على الأقل منح فرصة المشاركة للبديلين (شيعان وشراحيلي) في مسابقات كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين الشريفين مثلما تفعل أندية أوربا المتقدمة كروياً عندما تخصص حارساً للدوري وآخر للكأس أو البطولات القارية...
ـ طالما أن عنوان المقالة (شراحيلي النصر) فهنا فرصة للتحدث عن شراحيلي النصر الآخر (شايع) الذي تراه جماهير النصر بعيداً عن مستواه المعهود (وهو بالفعل كذلك) لكنني أقول لا تلوموا شايع فهو يجتهد لكن المشكلة في أن المدرب دايسلفا ينقله كثيراً من موقع لآخر من مباراة لأخرى (مرة في الظهير ومرة في الوسط على الطرف وثالثة في محور الارتكاز) حتى بات تائهاً في الملعب رغم اجتهاده لخدمة الفريق.