مساعد العبدلي
موقف الخليج وبيان الخارجية
2015-09-14
سجلت إدارة نادي الخليج موقفاً إيجابياً مشرفاً.. وكذلك فعل لاعبو كرة القدم بل إنهم كتبوا ووثقوا موقفهم بحروف (من دم).
ـ الموقف تمثل في إصرار لاعبي الخليج على التوجه إلى أحد مستشفيات مكة المكرمة بعد نهاية مباراتهم أمام الوحدة مساء الجمعة من أجل التبرع بالدم لمصابي الحادث المؤلم الذي وقع في الحرم المكي الشريف.
ـ تبرع لاعبو الخليج بالدم بل مجرد ذهابهم للمستشفى يعبر عن موقف يستحق الإشارة والإشادة من رجال بعثوا برسالة مفادها أن الرياضة وكرة القدم أشمل وأعم من فوز أو خسارة وأن تسجيل الأهداف من خلال تكاتف كل شرائح المجتمع عندما تحدث المواقف الصعبة أهم بكثير من تسجيل الأهداف في الشباك.
ـ شكراً لإدارة الخليج وكل من ذهب من الخلجاويين ذلك المساء إلى المستشفى سواء تبرع أو مجرد شارك بأحاسيسه ومشاعره.
ـ أخرج من الموقف الرجولي البطولي المشرف لإدارة نادي الخليج ولاعبي فريق كرة القدم وأذهب لبيان جميل ورائع ومعبر صدر عن وزارة الخارجية السعودية وأسعد كل السعوديين.
ـ ذلك البيان المتعلق بموقف المملكة العربية السعودية من معاناة الشعب السوري وما قدمته المملكة وشعبها (دون منة) للمواطنين السوريين الذين أجبرتهم ظروف بلادهم الصعبة على مغادرتها والانتشار في كل أرجاء العالم.
ـ كان للسعودية (حكومة وشعباً) بل وما زال موقف إيجابي يسجله التاريخ من خلال نصرة هذا الشعب المعاني للويلات طيلة السنوات الخمس الماضية.
ـ كانت السعودية (حكومة وشعباً) تستضيف السوريين وتعاملهم معاملة المواطنين دون تمييز أو تقليل لدرجة أن لا أحد يصفهم بـ(اللاجئين) أو (المهجرين) بل الكل يصفهم (بالأشقاء) وهم بالفعل كذلك لدرجة أنهم وجدوا ذات المعاملة التي يجدها السعودي وهنا أعني ما يتعلق بالصحة والتعليم بل وحتى السماح لهم بالعمل.
ـ لم تكن السعودية (حكومة وشعباً) تتحدث عما قدمته وتقدمه للأشقاء السوريين لأنها ترى ذلك من باب الواجب وتعاملت معه من منطلقات دينية وإنسانية.. لكن قلة أو فئة غير مسؤولة ربما تبحث عن إثارة القلاقل راحت تتحدث عبر وسائل إعلام مثيرة للجدل أو عبر قنوات التواصل الاجتماعي محاولة (لكنها لم ولن تنجح) إيهام الرأي العام بأن العالم الأوروبي وقف مع السوريين في وقت تجاهلهم العرب، وهنا كان لزاماً أن يصدر البيان السعودي.
ـ كان لا بد للسعودية أن تتحدث ويصدر عن وزارة خارجيتها بيان يكذب كل تلك الأقاويل والمحاولات اليائسة ويوضح للعالم أجمع ماذا قدمت السعودية للأشقاء السوريين وستواصل تقديمه لأنها (أي السعودية) تعي جيداً دورها تجاه هذا الشعب الشقيق الذي نتمنى قريباً أن ترفع عنه المعاناة ويعود لوطنه ويعيش معززاً مكرماً وليس كما شاهدنا في المجر.
ـ السعودية (وحسب بيان وزارة الخارجية) استضافت أكثر من مليوني ونصف المليون سوري منذ اندلاع الأزمة السورية لم تضعهم في مخيمات ولم تعاملهم كلاجئين احتراماً لإنسانيتهم وحفاظاً على كرامتهم.
ـ 100 ألف طالب وطالبة من السوريين تلقوا التعليم في المدارس السعودية تنفيذاً لأمر ملكي كريم صدر عام 2012 من أجل أن يتابع السوريون تعليمهم وجلسوا في قاعات الدراسة (دون تمييز) إلى جوار أشقائهم السعوديين.
ـ لم يقف الدعم السعودي على الاهتمام بالأشقاء السوريين الذين وفدوا للسعودية بل اهتمت بهم (السعودية) حتى في دول الجوار كالأردن ولبنان لدرجة أن السعودية صرفت أكثر من 700 مليون دولار دعماً للشعب السوري.
ـ هل بعد هذا كله هناك من يشكك في موقف السعودية من الشعب السوري.