مساعد العبدلي
ما بعد الشجب والاستنكار
2015-09-13
تعودنا في السياسة أن كثيراً من الدول العربية تكتفي بالشجب والاستنكار لأي تصرف خارج عن المألوف وما تلبث تلك الدول أن تنسى تلك الحادثة وكأنها لم تكن ما يجعلها تتكرر نتيجة غياب الموقف الحازم.
ـ نحن (كعرب) في المجال الرياضي لا نختلف كثيراً عما يقوم به السياسيون فنشجب ونستنكر الحوادث عند حدوثها ونفرد المساحات الإعلامية لنا ولغيرنا من أجل الشجب والاستنكار.
ـ وبعد أسبوع أو أقل تعود الأمور إلى طبيعتها بعد أن تهدأ النفوس من تلك الحادثة ولأننا لا نواصل السعي لدى المسؤولين وأعلى الجهات لإصلاح الحال ومعاقبة المتسببين فإن الأمور تحدث وتتكرر مرات ومرات.
ـ اضرب مثالاً هنا فيما يحدث في الملاعب الإيرانية فنحن في الرياضة السعودية أو حتى الخليجية نكتفي بالاستنكار والشجب والصوت العالي عقب كل مباراة تخوضها أنديتنا أو منتخباتنا على الملاعب الإيرانية نظير خروج الإيرانيين (منظمين وجماهير) عن سلوك التنظيم أو حتى الروح الرياضية.
ـ نكتفي بالصوت الإعلامي ولا نذهب بعيداً وإن ذهبنا فمجرد احتجاج لا نتابعه ولا نحاول أن نسعى لاتخاذ قرارات بشأنه ضد الإيرانيين.
ـ ولأننا كذلك فإن السلبيات في ملاعب إيران تتكرر نتيجة ضعفنا كخليجيين قبل أن تكون نتيجة ضعف الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لأن ضعفنا (كخليجيين) هو من جعل الاتحاد الآسيوي لا يلقي بالاً لكل اعتراضاتنا الإعلامية أو الرسمية.
ـ اليوم نتحدث عن واقعة ملعب شاه علم في العاصمة الماليزية كوالالمبور وما حدث من الجماهير الماليزية وشكل خطراً على لاعبي منتخبنا بل وكل أفراد البعثة السعودية.
ـ منذ وقوع الحادثة (عصر الثلاثاء) ونحن نفرد مساحات إعلامية واسعة للشجب والاستنكار للرياضيين السعوديين وحتى لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو أمر إيجابي لكنه وحده لا يكفي.
ـ لا بد من تصعيد الأمر لدى الاتحاد الآسيوي لكرة القدم خصوصاً أن رئيسه شاهد الحادثة ورفضها واستنكرها ولا بد أن تصدر عقوبات بحق الاتحاد الماليزي لكرة القدم من أجل فرض النظام وقبل ذلك الأمن والأمان لأي بعثة تلعب هناك في ماليزيا.
ـ ربما أن اتحاد الكرة السعودي لا يتمنى اتخاذ عقوبات (اللعب بدون جمهور) بحق المنتخب الماليزي على اعتبار أن المنتخب الماليزي سيلاقي المنتخب الإماراتي هناك في ماليزيا والمنتخب الإماراتي هو منافس الأخضر على صدارة المجموعة فمن مصلحتنا كسعوديين أن يلعب الماليزيون وسط دعم جماهيرهم لا غيابهم.
ـ هذا صحيح ومن حق اتحاد الكرة السعودي أن يبحث عن مصلحته لكنني شخصياً لا أرى أن الجماهير الماليزية ستلعب أي دور ضد المنتخب الإماراتي داخل الملعب لضعف المنتخب الماليزي وبالتالي لعبت المباراة بحضور جماهيري أو دونه فالتفوق سيكون إماراتياً.
ـ لذلك أتمنى أن يواصل اتحاد الكرة تصعيده لقضية ملعب شاه علم من أجل حفظ حقوقنا ليس في تلك الحادثة إنما لحمايتنا من تكرارها في ملاعب أخرى وتحديداً في إيران.
ـ أما اكتفاؤنا بالشجب والاستنكار وانتهى الأمر عند هذا الحد فيعني أننا سنواجه مثل هذه المواقف كثيراً وفي ملاعب متعددة لأن الاتحاد الآسيوي مقتنع بأننا ضعفاء لا نجيد سوى الشجب والاستنكار.