مساعد العبدلي
كادت تكون فضيحة
2015-09-10
حذرت يوم الثلاثاء الماضي في هذه المساحة من المنتخب الماليزي وكتبت مقالة بعنوان (احذروا ماليزيا) قلت فيها إن المنتخب الماليزي الذي سيواجه الأخضر سيختلف عن ذلك الذي قابل المنتخب الإماراتي وخسر منه بالعشرة.
ـ حددت أسباب الاختلاف في تغيير الجهاز الفني (أولاً) وارتفاع الروح المعنوية بعد ذلك التغيير (ثانياً) ومحاولة رد الاعتبار (ثالثاً)، أما السبب الرابع فكنت أخشى من عدم احترام لاعبي المنتخب السعودي لمنافسهم.
ـ الأسباب الأربعة كلها حدثت يوم الثلاثاء على أرض ملعب شاه علم في العاصمة الماليزية كوالالمبور وبعد أن كنا نتحدث عن عدد الأهداف التي سيسجلها المنتخب السعودي أصبحنا (مع مرور دقائق المباراة) نقلصها من 10 إلى 9 وهكذا حتى أصبحنا نتمنى على الأقل هدفاً يمنحنا النقاط الثلاث، بل إن الأمور ازدادت سوءاً وأصبحنا نبحث عن الخروج بالتعادل بعد أن تقدم المنتخب الماليزي من خلال هجمة هي ضمن 3 هجمات (فقط) هاجم الماليزيون فيها المرمى السعودي.
ـ استطاع لاعبو الأخضر (بعد أن شعروا بالخطر وفاقوا من كبريائهم) إدراك التعادل ومن ثم الفوز وهو (الأهم) بعد أن فقدنا (المهم) وهو تسجيل عدد كبير من الأهداف.
ـ لو خرجنا متعادلين كانت ستكون مفاجأة و(كارثة). أما لو خرجنا مهزومين فكانت (فضيحة) والحمد لله أنها لم تحدث.
ـ من يقل إن لاعبي المنتخب السعودي لم يلعبوا بتعالٍ وكبرياء وبشعور ضمان الفوز وبعدد وافر من الأهداف؛ إما أنه لم يشاهد المباراة أو أنه يجامل أو لا تهمه مصلحة الكرة السعودية.
ـ وضح التعالي وعدم الجدية وغابت الروح وأشعرنا اللاعبين بأنهم واثقون بتسجيل الأهداف متى أرادوا دون احترام لمنافسهم ومتناسين أنهم يلعبون كرة قدم لا تعطي نتائجها إلا لمن يحترمها ويعطيها داخل أرض الملعب.
ـ حتى الجهاز الفني بقيادة الهولندي مارفيك ساهم في ذلك الفوز الضعيف جداً من خلال عدم اختياره للتشكيل المناسب ليبدأ به المباراة.
ـ إذا كان مارفيك قد شاهد لقاء الإمارات وماليزيا (وأتوقع أنه فعل ذلك) فمن المفترض أن يلاحظ أن نقطة ضعف المنتخب الماليزي كانت في عمقه الدفاعي ومن ثم من المفترض ألا يبدأ بسلمان المؤشر كلاعب طرف ويبدأ بنايف هزازي كرأس حربة ثانٍ بجوار السهلاوي.
ـ حتى خلال سير المباراة لم يحسن مارفيك التغيير؛ فلم تكن هناك خطورة تذكر من الماليزيين وتأخر الفوز جاء بسبب تهاون لاعبينا وليس لجودة أداء المنتخب المستضيف. هنا كان على مارفيك أن يستغني عن أحد محور الارتكاز ليس شرطاً بخروجه إنما بتغيير تكتيكي داخل الملعب يتمثل في خروج الزوري وانتقال سلمان الفرج للجهة اليسرى لدعم الأداء الهجومي ومشاركة فهد المولد كجناح أيمن.
ـ حققنا (الأهم) وهو النقاط الثلاث وتصدرنا المجموعة مستفيدين من تعثر الإمارات بالتعادل مع فلسطين لكن لا بد أن يعي لاعبونا الدرس جيداً ويعلموا أن المحافظة على الصدارة تتطلب العطاء بجدية وبروح عالية وضرورة احترام المنافسين.
ـ انتهت مباراة ماليزيا على خير.. لا أجد العذر لأداء اللاعبين المتواضع جداً لكنني أجد العذر للمدير الفني الهولندي فان مارفيك بحكم أنه حديث تجربة مع المنتخب ولاعبيه رغم أن بإمكانه التدخل الفني الإيجابي خلال سير المباراة لكنه لم يفعل.
ـ أمامنا شهر بالتمام والكمال قبل مواجهة الإمارات في جدة وهي مواجهة مهمة للغاية؛ إذ إن فوز الأخضر يعني بنسبة تتجاوز 99% أنه ضمن صدارة المجموعة. أمام الهولندي فرصة لمتابعة مباريات الدوري وتكوين فرصة كاملة عن اللاعبين السعوديين وبعد شهر لن نعذره فيما لو ظهر أداء المنتخب بصورة فنية غير مقنعة.