شهدت ملاعب كرة القدم الأوروبية مساء الخميس والجمعة والسبت الماضية 26 مباراة ضمن تصفيات أمم أوروبا 2016.
ـ بينما شهدت ملاعب القارة الآسيوية 15 مباراة ضمن تصفيات القارة لمونديال روسيا 2018 ونهائيات أمم آسيا 2019.
ـ ورغم أن المباريات الآسيوية أكثر أهمية على اعتبار أنها لا تؤهل فقط لنهائيات القارة بل تؤهل لأدوار متقدمة في تصفيات نهائيات كأس العالم إلا أنها وبكل أسف كانت متردية المستويات الفنية وأقل بكثير مما حدث في أوروبا.
ـ أنا هنا لا أقارن بين كرة القدم الأوروبية والآسيوية لأنني أعرف جيداً الفارق الشاسع بينهما إنما أقارن بين المستوى الفني داخل القارة الواحدة أي بين منتخباتها.
ـ في التصفيات الأوروبية نهاية الأسبوع (وفي 26 مباراة) مباراة واحدة فقط شهدت نتيجة كبيرة وهي تلك التي جمعت بين إنجلترا وسان مارينو (6 صفر للإنجليز) وهي نتيجة متوقعة، أما بقية المباريات فكانت نتائجها متقاربة إما تعادل أو فوز لأحد المنتخبين المتواجهين بفارق هدف وهذه هي النتائج الطبيعية في كرة القدم.
ـ أما ما حدث في آسيا يوم الخميس فمخجل ومعيب بكل ما تعنيه هاتان الكلمتان، تصوروا نتائج بعض المباريات تصاعدت من 7 أهداف دون مقابل حتى وصلت إلى 15 هدفاً.
ـ ما حدث في المباريات الآسيوية لم يكن تفوقاً فنياً للمنتخبات التي فازت وحققت تلك النتائج الكبيرة بل هو تردٍ في مستويات المنتخبات المهزومة.
ـ ما يحدث في التصفيات بل وكل المنافسات الآسيوية لا يخدم كرة القدم الآسيوية لأن المنتخبات التي تخسر بهذه النتائج تزداد إحباطاً وانكساراً والمنتخبات التي تفوز دون عناء لا يتطور مستواها لأنها لا تجد منافساً قوياً يحفزها على رفع مستواها الفني بل العكس تماماً ربما يجعل مستويات هذه المنتخبات (المصنفة قوية في آسيا) ينحدر مع مرور الزمن.
ـ على الاتحاد الآسيوي أن يدرس جيداً ويشكل اللجان الفنية المتخصصة التي تدرس ما حدث ويحدث في التصفيات بحيث تخرج هذه اللجان بتقارير تحدد أسباب ما يحدث وتطرح حلولاً لمعالجة ذلك من أجل رفع المستوى الفني للمنتخبات الضعيفة آسيوياً.
ـ بصفتي لست فنياً متخصصاً قد لا أملك الحلول لكنني قد أقترح أن يطرح الاتحاد الآسيوي برامج مكثفة لتطوير المنتخبات الضعيفة سواء من خلال بطولات مخصصة لها تزيد من تجهيزها الفني إلى جانب مقترح أن تلتقي هذه المنتخبات مع بعضها في تصفيات تمهيدية ستكون بالتأكيد متكافئة فنياً يتأهل منها الأقوى لمواجهة المنتخبات القوية في آسيا.
ـ أما ما نشاهده اليوم في معظم المواجهات الآسيوية فهو يجعلنا متأخرين عن ركب كرة القدم المتطورة ليس في أوروبا فقط بل في كل دول العالم.
ـ نفرح بغزارة الأهداف.. ونفرح بأن يكون هداف العالم آسيوياً.. لكننا في حقيقة الأمر نتخلف كثيراً على الصعيد الفني.