لا أعلم لماذا يتعامل معظم العرب بالإقصائية في تعاملهم مع الآخرين.
ـ في كل مجالات حياتنا من لا نتفق معه نعتبره (خصماً) بل ربما تتطور الأمور ويصبح (عدواً) رغم أن (الاختلاف) كان (فقط) في وجهات النظر.
ـ هيا بنت الحسين (مسؤولة حملة علي بن الحسين لرئاسة FIFA) شنت حملة عنيفة ضد الشيخ أحمد الفهد فقط لأنه (أي الشيخ أحمد الفهد) قالها صراحة (بلاتر الأنسب لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم) وهذا رأيه وعلينا أن نحترمه..
ـ تتحفظ بل وتستنكر هيا بنت الحسين على الشيخ أحمد الفهد قوله (علي بن الحسين شقيق) وتقول كيف يكون شقيقاً للشيخ أحمد الفهد ويقول إن بلاتر هو الأنسب.
ـ أنا أقول لهيا بنت الحسين إن تصرف الشيخ أحمد الفهد يؤكد أنه رجل يتصرف (بعقله) وليس (بقلبه) وأن كون علي بن الحسين يعد شقيقاً للشيخ أحمد بل لكل العرب وأن كونه شقيقاً لنا لا يعني أن يكون الأنسب في هذا المنصب أو ذاك ولسنا مجبرين على التصويت له.. ليس لخصومة ولكن لأننا لا نراه الأنسب وهذا حق من حقوق المصوتين ولا يجب أن نصادره..
ـ بل علينا (في حياتنا بشكل عام) أن نتخلى عن عاطفتنا عندما تتعلق الأمور بالمناصب سواء المحلية أو الخارجية وأن نبحث دوماً عن (الأنسب) وليس (الأقرب)..
ـ تقدموا في الغرب والعالم المتحضر لأنهم تخلوا عن عاطفتهم عند تقييم الأمور واتخاذ القرارات وحتى في الانتخابات واختاروا من يحقق لهم (مصالحهم) وليس من هو قريب منهم أو محسوب عليهم..
ـ الإقصائية داء يفتك بالعرب بشكل كبير لأنهم غير قادرين على التخلي عن عواطفهم في اتخاذ قراراتهم ومن هنا بات من لا ندعمه أو نصوت له لأننا لا نؤمن أنه الأكفأ يبادر ليس ربما بإقصائنا فقط بل أيضاً بالإساءة لنا..
ـ كرة القدم التي هي عنوان التنافس الشريف (أو من المفترض أن تكون كذلك) أصبحت (وبكل أسف) هي الواجهة الكبرى للإقصائية وأصبح الشعب العربي لا يقبل في القمة سوى فريقه أو منتخبه والبقية بدلاً من أن يكونوا (منافسين) باتوا (خصوماً) وكرة القدم لا تعترف بالخصومة بل بالمنافسة..
ـ حتى في التنافس على كرسي رئاسة ناد من الأندية طبيعي جداً أن ينقسم الجميع إلى مؤيد لمرشح ومؤيدي لمرشح آخر وهذا أمر صحي وطبيعي لكن لا يجب أن يتجاوز هذا الانقسام مفهوم الديمقراطية واختلاف وجهات النظر وأن ينتهي الانقسام بمجرد الإعلان عن الفائز ويقف الجميع معه دعماً لمسيرة النادي..
ـ متى نتخلى عن الإقصائية في حياتنا ونتعلم أن الحياة تتسع الجميع متى احترم كل طرف رأي ورغبة الآخر دون أن يكون فيها فرض أو ضرر على الأغلبية.