|


مساعد العبدلي
الحكم تطور...هل طورنا التحكيم ؟
2015-02-18

- أؤمن تماماً أن حكم مباراة كرة القدم هو بشر يصيب ويخطئ....إن أصاب فهذا هو دوره وليس من الضروري الإشادة به وأن أشيد بعمله فهذا أمر جميل...أما إن أخطأ (كأي بشر) فعليه أن يتحمل النقد وربما الإساءة لأن خطأه يكون عادة فادحاً وربما مؤثراً في نتيجة المباراة وهو (أي الحكم) في النهاية يتعامل مع (إداريين و إعلاميين) هم في حقيقة الأمر بمثابة مشجعين تأخذهم العاطفة في تقييم القرارات التحكيمية والتعاطي معها...

- أيضاً أؤمن بأن (كل) الأندية تستفيد وتتضرر من الأخطاء التحكيمية وهذه الأخطاء هي جزءً من لعبة كرة القدم لكنها (أي الأخطاء) لا يجب أن تتكرر كثيراً لأن أضرارها كبيرة جداً ليست كأخطاء المدرب والإداري واللاعب...

- علينا أن نأخذ بحسن النوايا ونقول أن الحكام يتميزون بالكفاءة وأنهم يخطئون دون قصد والدليل أنهم يتفوقون عندما يقودون المباريات بعيداً عن ملاعبنا المحلية....

شخصياً لا أشك إطلاقاً في كفاءة (معظم) الحكام السعوديين وفي نفس الوقت لا أشك إطلاقاً في حسن نواياهم واستبعد تماماً (تعمدهم) الأخطاء ضد هذا الفريق أو ذاك لكنني أرى أن سبب الكثير من الأخطاء التحكيمية في الملاعب السعودية يعود لسببين رئيسيين..

- السبب الأول هو (خوف) الحكم السعودي من الإعلام الرياضي السعودي وتصريحات رؤساء الأندية وكذلك متابعته (أي الحكم) لتغريدات تويتر سواء الإعلامية أو لرؤساء الأندية أو حتى من قبل الجماهير...أي أن الحكم بات يقود المباراة (مرتبكاً) يفكر بما سيقال عنه بعد المباراة وهذا يجعله تحت ضغط نفسي شديد يساهم في ارتكابه للأخطاء...

- السبب الثاني يتعلق بتطوير (التحكيم) وليس (الحكم) وهنا فارق كبير للغاية...

- كثيرون يتحدثون عن معسكرات إعدادية تدريبية للحكام وندوات متتالية وهذه أمور إيجابية للغاية لكنها تختص بتطوير (الحكم) فقط !!!

- لجنة الحكام الحالية لم تقم بدور كبير على صعيد تطوير (التحكيم) وهنا أتحدث عن آليات متعددة بإمكانها أن تساهم في (تقليل) وليس منع أخطاء الحكام...

- للأسف الشديد أن لجنة الحكام لا تستجيب مع كثير من النقد الذي تناول تطوير (التحكيم) وتتجاهل ذلك النقد مع أنه قد يساهم في علاج الكثير من سلبيات التحكيم السعودي...

- سأذكر هنا عدداً من الآليات التي بإمكان لجنة الحكام اتخاذها لتطوير (التحكيم) وهي آليات سهلة للغاية ومتاحة ولا أعلم سبب تردد اللجنة في تطبيقها !!!

- أولى هذه الآليات كتبت عنها كثيراً وتجاوبت اللجنة (متأخرة) وأيضاً لم تطبق بشكل دقيق تتمثل في الرذاذ المستخدم في تنظيم تنفيذ الكرات الثابتة حيث تأخرت اللجنة في تطبيق هذه الآلية بل أن بعض الحكام لا يستخدمها (محمد القرني حكم لقاء النصر والرائد لم يستخدم هذا الرذاذ) ولا أعلم هل الأمر اختياري أم ماذا ؟ يجب أن تفرضه اللجنة على كل الحكام...

- آلية أخرى من شأنها تطوير (التحكيم) تتمثل في استخدام تقنية تجاوز الكرة خط المرمى وهي تقنية مستخدمة في كثير من دول العالم ولا أعلم سبب تردد اللجنة في استخدامها !!!

- آلية ثالثة تتمثل في الاستعانة بالحكام المعاونين على خط المرمى وهذا مطبق في دوري أبطال أوربا وفي الدوري القطري ولا أعلم سبب تردد اللجنة في تطبيق هذه الآلية !!!

- حتى تكليف الحكام يعد آلية هامة جداً من آليات تطوير التحكيم إذ من الضروري تجنب الإجهاد للحكام وهو للأسف ما تتجاهله اللجنة في كثير من تكليفاتها !!!

- تصوروا أن الحكم مرعي العواجي قاد مساء الخميس لقاء الفيصلي والاتحاد في منافسات دوري عبداللطيف جميل وبعد 24 ساعة كان حكماً رابعاً في نهائي كأس ولي العهد وبعد 24 ساعة كان حكماً رابعاً في لقاء النصر والرائد !!!!

- الحكم الرابع هو البديل الأول لخلافة حكم المباراة لو حدث له أي ظرف يبعده عن اللقاء.. تصوروا لو فرضت الظروف أن يخرج تركي الخضير من نهائي كأس ولي العهد ويخرج محمد القرني من لقاء النصر والرائد !!! هذا يعني أن مرعي العواجي قاد 3 لقاءات في 3 أيام متتالية !!!! وهذا منتهى الإرهاق للحكم...

- ذكرت هنا ما يدور في مخيلتي من آليات من شأنها تطوير (التحكيم)....ربما يكون هناك آليات أخرى لدى زملاء نقاد أخرين أو لدى اللجنة نفسها...

- لكي يكون لدينا تحكيم جيد (بأقل أخطاء) لابد أن نهتم بتطوير (التحكيم) ولا نكتفي بتطوير (الحكم)...