|


مساعد العبدلي
كرة القدم صباحاً ومساءً
2015-01-23

تجري في الصباح هناك في أستراليا منافسات نهائيات كأس أمم آسيا بينما في المساء تستضيف غينيا الاستوائية منافسات نهائيات كأس أمم أفريقيا..

ـ ظروف العمل حرمتنا من متابعة مباريات الأمم الآسيوية (باستثناء تلك المباريات التي تقام في إجازة نهاية الأسبوع) بسبب فارق التوقيت الذي جعلها تقام صباحاً بالتوقيت السعودي بينما فارق التوقيت خدمنا (وبصراحة نحن محظوظون) لنتابع نهائيات أمم أفريقيا الأكثر إثارة ومتعة..

ـ سأبدأ بالعامل المشترك بين البطولتين والذي لفت نظري والمتمثل في روعة الملاعب (مدرجات وزراعة) إلى جانب التنظيم الجيد..

ـ رغم أننا أغنى بكثير من أستراليا وغينيا الاستوائية إلا أننا نفتقد الكثير من ذلك الجمال سواء على صعيد جمال المدرجات أو الزراعة الجيدة لأرضيات الملاعب أو للتنظيم قبل وخلال وبعد المباريات.. أتمنى أن نستفيد مما نشاهده في هاتين البطولتين.. قارنوا بين ملاعب وتنظيم خليجي 22 وبين ما تشاهدونه في أستراليا وغينيا الاستوائية والرأي لكم..

ـ تحدثت عن العامل المشترك بين البطولتين (الملاعب والتنظيم).. أما عامل الاختلاف بين البطولتين فهو فني بحت يصب لمصلحة البطولة الأفريقية والأسباب معروفة ومقنعة للغاية..

ـ في البطولة الأفريقية منتهى متعة وإثارة كرة القدم أفراداً وفرق بينما في البطولة الآسيوية ملل وكآبة والفرق من وجهة نظري يتمثل في 3 أسباب رئيسة..

ـ أول هذه الأسباب أن اللاعب الأفريقي يعشق كرة القدم ويمارسها بروح العاشق (قريب من حال اللاعب البرازيلي) وهذا العشق يجعله يبدع ويمتع بينما اللاعب الآسيوي لا يعشق كرة القدم بذات الدرجة التي يعشقها اللاعب الأفريقي..

ـ حاجة اللاعب الأفريقي للمال أكثر بكثير من حاجة اللاعب الآسيوي وذلك بسبب الفقر المدقع في كثير من دول أفريقيا وهذه الحاجة للمال تجعل اللاعب الأفريقي يبحث عنه وأحد طرق الحصول عليه هو احتراف كرة القدم وهذا يرفع كثيراً من المستوى الفني للاعب الأفريقي..

ـ السبب الثالث وراء تفوق كرة القدم الأفريقية على الآسيوية هو سبب يتعلق بالسبب الثاني وهنا أتحدث عن احتراف اللاعب الأفريقي..

ـ في السبب الثاني قلت إن اللاعب الأفريقي يبحث عن الاحتراف بينما السبب الثالث يتعلق بالاحتراف (الفعلي) للاعب الأفريقي وفي دول متقدمة كروياً وهذا يرفع كثيراً من مستواه الفني وبالتالي مستوى كرة القدم الأفريقية..

ـ من يتابع البطولة الأفريقية يستمع لمعلق المباراة في حديثه عن كل منتخب أفريقي وأنه لا يوجد سوى لاعب واحد أو اثنين في كل منتخب يلعب في الدوري المحلي لتلك الدولة بينما بقية اللاعبين محترفين في دول أوروبا المتقدمة كروياً..

ـ بينما في منتخبات آسيا لا نجد سوى عدد محدود جداً من لاعبي اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا يحترفون في أندية أوربية بينما عدد قليل جداً من لاعبي العراق وفلسطين والأردن يحترفون في الدوريات العربية.

ـ لاحظوا المقارنة.. في البطولة الأفريقية عدد كبير جداً يحترفون كرة القدم بل يحترفونها في أقوى أندية العالم بينما في البطولة الآسيوية عدد قليل جداً من اللاعبين يحترفون الكرة وللأسف في أندية غير متقدمة عالمياً.

ـ أكثر من 250 لاعباً أفريقيا (أساسيون وبدلاء) يشاركون في النهائيات الأفريقية يحترف منهم في أوروبا ما لا يقل عن 90% من إجمالي اللاعبين بينما إجمالي عدد اللاعبين الآسيويين المشاركين في النهائيات الآسيوية والمحترفين في أوروبا لا يزيد عن 10%، هل عرفتم الآن سبب الفارق بين كرة القدم في القارتين..

ـ أما لو تحدثنا عن المنتخب السعودي فهو لا يضم أي محترف خارج البلاد وهذا سبب رئيس من أسباب انخفاض مستوى اللاعب السعودي وبالتالي المنتخب السعودي..

ـ لا أتحدث عن المردود المالي للاحتراف بقدر إنما أعني المردود (الانضباطي) الذي تعلمه اللاعب الأفريقي من احترافه في أوروبا بينما يفتقده اللاعب السعودي بسبب عدم احترافه خارجياً..

ـ لا أتحدث عن (انضباط) سلوكي بقدر ما أعني الانضباط التدريبي والغذائي وكل ما يتعلق بكرة القدم.