ـ يقول دوميترو دراغومير رئيس رابطة كرة القدم في رومانيا متحدثاً لصحيفة أون لاين سبورت الرومانية (مستوى كرة القدم في العالم العربي يقترب من مستويات أندية الدرجة الثالثة في البرتغال)...
ـ جاء حديث رئيس الرابطة الرومانية لكرة القدم تعليقاً على (الهجرة) الجماعية للمدربين الرومان للملاعب الخليجية والتي يراها دوميترو أنها هجرة فقط من أجل المال الخليجي لكنها لا تخدم المدربين الذين رحلوا على صعيد عملهم التدريبي...
ـ وربطاً للموضوع فقد كنت ضيفاً على برنامج (كورة) على روتانا خليجية مساء السبت وكان يدير الحوار الزميل العزيز تركي الشديد وتشرفت في تلك الحلقة بالزميل أحمد الشمراني..
ـ كان من ضمن محاور الحلقة تساؤل حول (سر) تهافت الأندية السعودية على المدربين الرومان وهو اليوم ما يتزامن مع تصريحات رئيس الرابطة الرومانية..
ـ قلت رأيي في ذلك المساء وأكرره اليوم....شخصياً لا أؤمن بمقولة المدرسة البرازيلية أو الإنجليزية أو غيرها بقدر ما أؤمن بأن كرة القدم في كل أنحاء العالم هي كرة مستديرة يتعامل معها 11 لاعباً من كل فريق...
ـ اللاعبون الأحد عشر أشبه بفرقة موسيقية يقودها موسيقار (هو المدرب) والموسيقار الناجح هو ذلك الذي يستطيع توظيف الموسيقيين (اللاعبين) ليعزفوا جملاً موسيقية متميزة بغض النظر عن جنسية الموسيقار...
ـ في تصوري أن ما يحدث للأسف في الأندية السعودية بل حتى في دول الخليج هو أننا نقلد ولا نسعى للإبداع والابتكار.
ـ التقليد الذي أعنيه هنا هو بمجرد أن مدرب من جنسية معينة ينجح مع ناد معين تجد بقية الأندية تتجه لذات الدولة بل ما يحدث هو أن المدربين (بمختلف جنسياتهم) يأتون إلى دولة خليجية ولا يغادروا إلى بلدانهم إلا بعد أن يكونوا قد دربوا في كل دول الخليج ونالوا نصيباً كبيراً من الأموال الخليجية دون نتائج تذكر على صعيد تطوير كرة القدم الخليجية.
ـ وللتأكيد على أننا مقلدون ما يحدث مع المدربين الرومان بل حتى على صعيد التعاقدات مع المحترفين فعندما نجح النصر في التعاقد مع صانع الألعاب الماهر القصير المكير التون خوزيه من الدوري الروماني وجدنا أكثر من ناد يتجه نحو الدوري الروماني للتعاقد مع محترفين غير رومانيين يلعبون هناك...
ـ أما لماذا جاء الرومان للملاعب الخليجية فبالتأكيد من أجل الدولار وهو ما قاله رئيس الرابطة الرومانية دراغومير... هنا رواتب باهظة ولا ضرائب ولا مصروفات على الاستمتاع الشخصي....
ـ أي أن المدربين القادمين للخليج (ومن بينهم الرومان) يوفرون ما لا يزيد عن 95 % من رواتبهم الشهرية خلاف الهدايا الثمينة التي يحصلون عليها خلال الفترات (القصيرة) التي يقضونها في ملاعب كل دولة خليجية.
ـ باختصار....ماذا قدم المدربون الرومان للمنتخب الروماني أو حتى لأندية رومانيا على صعيد أوربا والعالم لم يقدموا شيئاً فكيف ننتظر منهم أن يقدموا للكرة الخليجية شيئاً.
ـ ومثلما ينتقد رئيس الرابطة الرومانية (هجرة) المدربين الرومان نحو ملاعب الخليج فنحن ننتقد (اندفاع) انديتنا للتعاقد مع مدربين من جنسية واحدة لمجرد أن مدرباً (واحداً) أو اثنين على أكثر تقدير حققا نجاحاً تدريبياً ذات يوم.
ـ نعم نبحث عن الأكفاء منهم الذي نشعر بأنه قادر على تطوير كرة القدم لدينا ونتعاقد معه لكن لا أن نندفع بشكل جماعي لتتحول ملاعبنا إلى أشبه بالدوري الروماني مدربين ولاعبين.
ـ ما أود قوله هو أن كرة القدم ربما الوحيدة على سطح الأرض التي لا تحتاج إلى جنسية تتنقل بها بقدر ما تحتاج إلى من يجيد التعامل معها أياً كانت جنسيته..
