|


مساعد العبدلي
الفيصلي وهجر وإدارة الأموال
2015-01-03

ـ قبل أقل من شهر تعاقدت إدارة النادي الفيصلي مع مدافع نادي الطائي عبدالإله العامر في صفقة أثارت استغراب الكثيرين في توقيتها...

ـ يومها سألني أحد الأصدقاء عن رؤيتي للصفقة فأجبته دون تردد بالقول أن إدارة الفيصلي تكاد تكون أفضل إدارات أندية دوري عبداللطيف جميل على صعيد الاستثمار في المحترفين...

ـ عندما أبرمت إدارة الفيصلي الصفقة بمبلغ زهيد للغاية قلت مباشرة أن المدافع محمد جحفلي سيرحل عن الفيصلي نظير مبلغ لا يقل عن 15 مليون ريال وربما أكثر من ذلك بحيث يذهب نصف المبلغ لخزينة الفيصلي...

ـ بالفعل ها هي الرؤية تتحقق....إدارة الفيصلي ربما صرفت مليون ريال مقابل صفقة المدافع العامر بينما تلقت خزينة النادي مبلغ 8مليون ريال وهذا هو العمل الاحترافي والاستثمار الحقيقي والأمثل...

ـ تعلم إدارة الفيصلي أنه من الصعب أن تحقق لقباً من الألقاب الكبيرة في المنافسات المحلية وأن أقصى الطموح هو أولاً استمرار البقاء في دوري المحترفين إلى جانب تحقيق مركز متقدم يمنح الفريق على الأقل مشاركة خليجية...

ـ وفي إطار هذا الطموح وهذه الأهداف الواضحة تتحرك إدارة الفيصلي بشكل إيجابي للغاية فتتعاقد مع مدافع بمقابل زهيد وتبيع عقد مدافع بمبلغ كبير للغاية لأنها تعلم أن جماهيرها لن تغضب على رحيل جحفلي وستصبر على المدافع العامر حتى يقدم نفسه بشكل لافت مثلما حدث قبل ذلك مع عبدالله دوش ومحمد جحفلي وياسين برناوي وغيرهم ممن استقطبهم النادي الفيصلي بشكل لافت وبأقل التكاليف...

ـ جماهير الأندية الكبيرة كالنصر والهلال وغيرها لا يمكن أن تصبر على لاعب واعد وتحتاج لمحترف جاهز وناضج ومن هنا نعرف دور أندية (التفريخ) وأندية (الاستقطاب)...

ـ هذا يحدث في دول أوربا المتقدمة فهناك أندية لا تسعى لأي ألقاب بقدر ما يهمها استقطاب المواهب بأرخص الأثمان وبيعهم بمبالغ باهظة للفرق الكبيرة..

ـ الفيصلي يطبق بنجاح تام دور نادي (التصدير) ولكن ليس بشكل عشوائي بل وفق خطط مدروسة بشكل جيد تتمثل في بيع العقود بأسعار عالية ومن ثم توظيف المبالغ التوظيف الأمثل لشراء عقود أكثر من لاعب ووضع ما يزيد من أموال في خزينة النادي للحاجة أو كمرتبات للمحترفين...

ـ إدارة الفيصلي تطبق الاستثمار الحقيقي وتستحق بالفعل الإشادة ويكفي أنها تتمتع بعلاقات متميزة مع كافة فرق الدوري وربما أنها قدمت مواهب لكل فرق المقدمة من خلال صفقات وطدت علاقاتها بتلك الأندية إلى جانب أنها دعمت الخزينة بملايين تساهم في تحقيق أهداف النادي...

ـ سياسة الفيصلي الاستثمارية هي التي جعلت هذا النادي مستقر مالياً لا يعاني من الديون كحال بقية أندية الوسط والقاع...

ـ متى تتحرك هذه الأندية بذات الفكر الذي تتحرك فيه إدارة الفيصلي... شراء عقود لاعبين بأثمان رخيصة وبيع عقود لاعبين آخرين بأثمان باهظة والأهم من ذلك كله التوظيف (الأمثل) للأموال...

ـ لعلني في هذا المقام لا أنسى إدارة نادي هجر برئاسة سامي الملحم التي أعلنت في سابقة تاريخية تسجل لها وجود فائض في ميزانية النادي من خلال تصرف أمثل في موارد النادي المالية قلب ميزانية النادي من عجز بعشرة ملايين ريال إلى فائض في وقت يسير فريق كرة القدم بالنادي بشكل مقبول قياساً على أنه ضيف جديد على دوري المحترفين...