|


مساعد العبدلي
مرعي والنقد الإعلامي
2014-12-12

ارتكب الحكم الدولي مرعي العواجي وطاقمه التحكيمي أخطاءً فادحة ومؤثرة في مباراة الهلال والتعاون..

ـ من (دافعوا) عن مرعي العواجي عقب مباراة النصر والشباب الموسم الماضي هم الذين (هاجموه) اليوم بعد لقاء الهلال والتعاون.

ـ ومن هاجموه بعد لقاء العام الماضي هم الذين انبروا (للدفاع) عنه اليوم.

ـ أعتقد أن مرعي العواجي كان يعلم جيداً أنه بعد المباراة سيكون عرضة (لمديح شاتمي) الأمس وأيضاً (لشتيمة مادحي) الأمس.

ـ ستستمر هذه الحال وستستمر أخطاء الحكام لأن النقد المطروح لأدائهم لا ينطلق من بحث عن مصلحة (عامة) بل يهدف لمصلحة (خاصة) تتعلق بالنادي الذي ينتمي إليه الإعلامي الطارح للنقد.

ـ حتى (بعض) من يسمون أنفسهم بالمحللين التحكيميين باتوا ينطلقون في تحليلهم لأداء الحكام إما من انتماء لهذا النادي أو ذاك أو لإرضاء الوسيلة الإعلامية التي يحلل بها.

ـ فمن عدد أخطاء مرعي العواجي عقب مباراة الموسم الماضي وانتقده بشدة أصبح اليوم يشيد به ولا يرى أنه ارتكب أخطاءً مؤثرة والسبب البحث عن رضاء الوسيلة الإعلامية التي يحلل بها أداء الحكام.

ـ بات الحكام اليوم (وإن كانوا يتأثرون بالصوت الإعلامي العالي) إلا أنهم لا يعيرون أي اهتمام لأي نقد يطرح بعد المباريات لأنهم يؤمنون بأن من ينتقدهم (كإعلامي) لا يرمي لتقويم سلبياتهم بقدر ما هو (يدافع) عنهم لأنهم خدموا ناديه أو (يهاجمهم) لأنهم أضروا بمصالح ناديه أو (كمحلل تحكيمي) لأنه يبحث عن رضاء الوسيلة الإعلامية.

ـ بل ربما لو سألت حكماً عن رأيه فيما يكتب ويطرح عنه عبر الإعلام أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي لرد ودون تردد بالقول (لا يعنيني هؤلاء ولا ما يطرحونه لأنهم مشجعون متعصبون).

ـ هذا يعكس أن لا حكم سيلقي بالاً للنقد لعدم إيمانه بإيجابية أهداف ذلك النقد ومتى بات (المنقود) غير مهتم بالنقد فلا طريق لتقويم العمل.

ـ لن تنصلح حال التحكيم ولن يحسب الحكام حساباً للنقد الإعلامي ما لم يتحد الإعلاميون في نقدهم لأخطاء الحكام مهما كان لون الفريق المتضرر وهذا في تصوري ضرب من الخيال.

ـ لا أتحدث فقط عن الحكام ونقد أدائهم بل الأمر ينسحب على كل مكونات الرياضة السعودية وتحديداً كرة القدم..

ـ ما قلته عن الحكام ينطبق على أسلوب النقد الموجه لعمل بقية اللجان كالانضباط والاحتراف والمسابقات والأمانة العامة بل وحتى رئيس اتحاد الكرة نفسه فالنقد الموجه له لا ينطلق من تقييم عمله بقدر ما هو نقد ينطلق من أهداف وميول وأندية متضررة وأخرى مستفيدة..

ـ دعوني أخرج حتى عن النطاق الرياضي وأقول إن نقدنا للوزراء والمسؤولين لن يأتي بفائدة متى انطلق من مصلحة (فردية) وتناسينا المصلحة (العامة)..

ـ دعونا نضع المصلحة (العامة) تأتي أولاً عندما ننقد أي عمل (عام).. حينها فقط نسير في الطريق الصحيح نحو مجتمع (قليل) السلبيات قدر المستطاع لأنه أساساً لا يوجد مجتمع مثالي متكامل خال من السلبيات.