|


مساعد العبدلي
الهلال بعد العاصفة
2014-11-09

ـ مر أسبوع بأكمله بعد خسارة الهلال للقب دوري أبطال آسيا وفي تصوري أن الفترة الماضية كانت كافية وربما أكثر لإخراج كل الإفرازات من الطرفين (الهلاليون وغير الهلاليين)...

ـ تحدث الهلاليون عن كل مبررات الخسارة وأتفق معهم في أن حكم المباراة كان سبباً رئيساً من أسباب الخسارة لكنه لم يكن كل الأسباب إذ كان بإمكان الهلاليين تسجيل فرصة واحدة للتعديل وفرصتين لإحراز اللقب من عشرات الفرص التي سنحت لهم...

ـ اليوم وقد هدأت عاصفة الخروج وهدأ السجال بين الهلاليين وغيرهم أقول أن على الهلاليين مواجهة الحقائق التي كانت سبباً (إلى جانب الحكم الياباني) في خسارة اللقب...

ـ هناك أسباب معنوية كانت وراء خسارة اللقب لا طائل من الحديث عنها الآن وهنا أتحدث عن المبالغة (المبكرة) بتحقيق اللقب وظهر ذلك من خلال (بعض) أعضاء الشرف وأعضاء مجلس الإدارة وكثير من الإعلاميين المحسوبين على نادي الهلال....من تابع كثير من الهلاليين يشعر بأنهم توجوا فريقهم مبكراً...لدرجة أن شخصيات هلالية كثيرة لم نشاهدها منذ سنوات تواجدت على المشهد الإعلامي بكثرة خلال مباراتي الذهاب والإياب وكأنها تبحث عن الظهور والحضور وكأنها تشارك في تحقيق الإنجاز...

ـ أما على صعيد الأسباب الفنية وراء خسارة الهلال فأتصور أن هناك ما يتعلق بتركيبة المحترفين الأجانب في الفريق إذ أن الفريق الهلالي بالغ في تحصين مناطقه الخلفية بالمحترفين الأجانب لدرجة أن 75% منهم يلعبون في الخطوط الخلفية (قلبي دفاع) ومحور ارتكاز !!!

ـ صحيح أن هذه احتياجات الفريق لكن كان بالإمكان الاكتفاء بقلب دفاع أجنبي واحد والاستعانة بمهاجم أجنبي هداف...

ـ الهلال عندما كان يحقق الإنجازات المحلية والخارجية نادراً ما تخلو قائمته من مهاجم أجنبي يتميز بالقدرة على التهديف وهو ما يغيب عن الهلال منذ الموسم الماضي مروراً بهذا الموسم...

ـ ولعلني الوحيد الذي كتب قبل شهرين تقريباً وربما أكثر (قبل إغلاق فترة تسجيل المحترفين) بأن الهلال هو الفريق الوحيد بين فرق دوري عبداللطيف جميل الذي لم يستعن بمهاجم أجنبي وأنه سيدفع ثمن ذلك كثيراً وربما يصحح الهلاليون الخطأ في فترة الانتقالات الشتوية...

ـ اليوم تتضح الصورة ويعاني الفريق الهلالي من غياب رأس الحربة الأجنبي الهداف.....ووجوده لا يجب أن يقلل من مكانة القحطاني والشمراني لأن مصلحة الفريق تأتي أولاً وهذا الثنائي أول من يعترف بأنهما لم يكونا هذا الموسم في مستواهما المعهود...

ـ الهلال أمامه المنافسات المحلية والنسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا وعلى إدارة الهلال المسارعة للتعاقد مع مهاجم أجنبي هداف والاستغناء عن أحد قلبي الدفاع والاستعانة بمدافع محلي متميز خصوصاً أن سلطان الدعيع لم يكن بذلك السوء الذي يجعله خارج الحسابات !!!

ـ من حسن حظ الهلاليين أن التوقف جاء بعد خسارتهم المباراة النهائية كون ذلك لا يؤثر على مسيرة الفريق في المنافسات المحلية إلى جانب أنه يمنحهم مساحة من الوقت للجلوس وتقييم المرحلة الماضية من أجل رسم ملامح المرحلة المقبلة...

ـ لا يفيد البكاء على اللبن المسكوب....وعلى الهلاليين وبالذات الرجال المسؤولين عن تسيير الأمور في الفريق الكروي أن يتجاوزوا كبوة النهائي ويجعلوها من (الماضي) على صعيد النتيجة لكن عليهم اعتبارها جزءًا هاماً من (المستقبل) على صعيد مواجهة الحقيقة من خلال الاعتراف أولاً بوجود بالسلبيات ومن ثم تحديدها وأخيراً كيفية معالجتها من أجل أن ينهض الفريق من كبوته ويعود أكثر قوة...