|


مساعد العبدلي
المدرب الوطني بين القروني وهلال
2014-11-04

لست ممن يؤمنون بجنسية المدرب بقدر ما أؤمن بكفاءته وقدراته الفنية وقبل ذلك قوة شخصيته وثقته بنفسه..

ـ كثيرون يتحدثون عن كفاءة المدرب الوطني وهنا لست في موقع التقييم لأنني لست خبيراً فنياً أستطيع إعطاء قرار بقدر ما هي وجهة نظر أكرر أنها رؤية وليست تقييماً فنياً..

ـ المدرب الوطني هو في النهاية بشر تخصص في التدريب لا يختلف عن المدرب الأجنبي سوى في أمرين.. أولهما عدم التفرغ (بالنسبة للمدرب المواطن) وثانيهما الخبرة وهنا لا أتحدث عن مدة سنوات التدريب بقدر ما أعني خبرة التعامل مع مدارس تدريبية مختلفة تتضمن قبول المدرب الأجنبي السفر لكل قارات العالم بينما يخشى المدرب المواطن هذه المغامرة أو ربما أن عدم تفرغه يقف عائقاً دون تحقيق هذه المهمة..

ـ لدينا من المدربين الوطنيين من يملك من الرؤى الفنية ما يجعله يتفوق على المدرب الأجنبي لكن ما يمنع تطور ونجاح المدرب المواطن (من وجهة نظري) المبالغة في الطموح إلى جانب سبب ذكرته وهو عدم تفرغ كثير من مدربينا المواطنين..

ـ المبالغة بالطموح تتمثل في حرص المدرب المواطن على عدم التدرج بحيث يبدأ من فرق الفئات السنية مروراً بفرق أندية الدرجة الثالثة ثم الثانية ثم الأولى وأخيراً يصل لفرق دوري المحترفين بحيث يتدرج أيضاً فيها بدءاً من فرق القاع مروراً بالوسط وصولاً لفرق المقدمة (الفرق الكبيرة والجماهيرية)..

ـ كلما تدرج المدرب الوطني كلما اكتسب الخبرة والشخصية وهذا من شأنه أن يساعده على تحقيق النتائج الإيجابية في الفرق التي يدربها ما يجعله مطلوباً من فرق في فئات أو درجات أعلى..

ـ بينما أن يتواجد المدرب المواطن (مباشرة) في الفرق الكبيرة والجماهيرية فهذا يجعله تحت ضغط نفسي وإعلامي وجماهيري لا يساعده على إقناع المتابعين له ولا على تحقيق النتائج الإيجابية مهما كانت كفاءته الفنية..

ـ سأضرب مثالاً من أرض الواقع.. النجم سامي الجابر جاء مباشرة لتدريب الفريق الأول بنادي الهلال وكلنا نعلم أن تدريب هذا الفريق مغامرة لأن جماهيره وإعلامه لا يقبلون بالهزيمة في مباراة فما بالك بخسارة بطولة أو أكثر وهذا ما وضع الجابر تحت ضغط نفسي شديد رغم كفاءته الفنية..

ـ خالد القروني هو الآخر يعطينا مثالاً حياً فهو ربما من أكثر المدربين تعرضاً للإقالة رغم كفاءته الفنية وربما هناك من يقول كيف يكون كفؤا فنياً وتتم إقالته؟

ـ في تصوري أن الخطأ الذي يكرر خالد القروني إرتكابه هو قبوله تدريب منتخبات وطنية تنتظر جماهير الوطن منها الانجازات (مثلاً منتخب شباب في نهائيات كأس العالم أو منتخب أولمبي) بينما نادراً ما نجده مع منتخب براعم أو ناشئين.. إلى جانب أن القروني أيضاً يحرص على تدريب فرق كبيرة أو جماهيرية كالنصر والاتحاد والوحدة وكلنا نعرف الضغط النفسي الذي يصاحب تدريب هذه المنتخبات والفرق..

ـ على الجانب الآخر أعطي مثالاً ناجحاً لمدرب وطني يحقق (حتى الآن) نتائج إيجابية وهو المدرب سمير هلال الذي نجح في الموسم الماضي بقيادة فريق الخليج للصعود لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين واليوم يقود بكل اقتدار فريق النهضة لصدارة دوري الدرجة الأولى محققاً الفوز في 9 جولات من أصل 11 جولة وهذه الانتصارات منحت النهضة فارقا نقطيا مريحا عن صاحب المركز الثاني..

ـ مثال آخر لنجاح المدرب الوطني يتمثل في المدرب بندر الجعيثن الذي قاد منتخب السعودية للناشئين لنهائي كأس العرب في الدوحة وأتمنى أن يكون قد حقق اللقب (أكتب المقالة قبل إقامة المباراة النهائية)..

ـ الجعيثن درب منتخباً بعيدا كل البعد عن الأضواء والإعلام وبذلك استطاع أن يصل بهذا المنتخب لما وصل إليه في هذه البطولة..

ـ أتمنى ألا يفهم البعض أنني أقول إن سمير هلال والجعيثن قد حققا النجاح وغيرهما حقق الفشل.. ما أقصده هو أن الجعيثن وهلال يسيران (تدريجياً) في طريق صحيح يوصلهما ولو بعد فترة ليكونا مدربين وطنيين مقبولين في تدريب فرق كبيرة..

ـ الفارق بين سمير هلال والجعيثن والجابر والقروني أن الأول والثاني اختارا التدرج في التدريب ونجحا في اختيار الفرق التي يشرفان على تدريبها وهو ما لم يوفق فيه الجابر والقروني..

ـ باختصار المدرب الوطني متميز فنياً ينقصه التفرغ والتدرج وحسن اختيار قرار التدريب.