|


مساعد العبدلي
الآسياد والإنتاج المحلي
2014-09-29

لن أتحدث عن قائمة ميداليات الألعاب الآسيوية السابعة عشرة (أنشون 2014) المقامة حالياً في كوريا الجنوبية.

ـ سأدعك القارئ العزيز تلقي نظرة على جدول الميداليات بعد أسبوعين من انطلاق المنافسات وقبل أيام تعد أقل من أصابع اليد الواحدة على نهاية المنافسات.

ـ جدول الميداليات في كل بطولة إقليمية أو قارية أو عالمية يعكس بطبيعة الحال الوضع الحقيقي لرياضات كل دولة.

ـ من هذا المنطلق لن أتحدث عن ترتيب الدول وسأترك لك أيها القارئ الكريم تقييم ذلك الترتيب وحديثي سيكون عن الأسباب الحقيقية وراء ما يحدث لنا في هذا الجدول.

ـ النتائج التي تتحقق خلال منافسات الآسياد لا يمكن أن تكون حصاد إعداد تم خلال فترة وجيزة قبل بدء المنافسات بل هو نتاج عمل تراكمي امتد لفترات طويلة وفق خطط زمنية طويلة الأجل يتم تقييمها من فترة لأخرى.

ـ قد يبادر البعض بالرد والقول إن ما يتحقق من نتائج في الآسياد (لبعض) الدول الشقيقة المجاورة هو نتيجة (تجنيس) فوري للاعبين يشاركون في هذا التجمع وقد لا نراهم في تجمع قادم.

ـ أتفق مع صاحب هذا الرأي ولكنه ليس (القاعدة) بل هو التصرف الشاذ إذ أن (القاعدة) هي بناء رياضة ورياضيين حقيقيين على مر الزمن.

ـ لست ضد التجنيس فهذا شأن سيادي بل لا أرى مانعاً أن يتم منح الجنسية السعودية لرياضيين يخدمون الرياضة السعودية ويحققون لها النتائج خصوصاً ممن ولدوا على هذه الأرض ويملكون رغبة خدمتها ولديهم القدرة على تحقيق المكتسبات باسمها.

ـ لكنني لا أبني على التجنيس كحل لما تعانيه الرياضة السعودية بشكل عام بل أطالب بتلمس الأسباب الحقيقية وراء ما يحدث لكل رياضاتنا (فردية وجماعية) على المستويات الإقليمية والقارية ولن أقول العالمية لأن هذا بات حلماً بعيد المنال.

ـ الأسباب الحقيقية (من وجهة نظري) تكمن في ضعف الإنتاج المحلي الرياضي.. وهنا أتحدث عن كل الرياضات.

ـ باستثناء كرة القدم فنحن نعاني من ضعف واضح على صعيد بقية الألعاب جماعية كانت أو فردية.. حتى كرة القدم على صعيد الفئات السنية الناتج ضعيف للغاية نتيجة سوء الاهتمام.

ـ سأبدأ بالألعاب الفردية وأقول هل يعقل أن دولة يتجاوز عدد سكانها 20 مليوناً 65% منهم من فئة الشباب العاشقين بجنون للرياضة وتملك (أي الدولة) من المال ما يساعدها على توفير أقصى درجات الدعم، أقول هل يعقل أن هذه الدولة غير قادرة على (صناعة) أبطال في الألعاب الفردية؟

ـ بالتأكيد الجواب لا.. هذه الدولة قادرة متى كان الفكر الإداري موظفاً بشكل إيجابي واهتم بالعمل المكثف من أجل اكتشاف المواهب في مختلف مدن وقرى ومحافظات المملكة وتم إخضاع هذه المواهب للصقل والتأهيل من خلال برنامجين قصير وطويل المدى.

ـ أما في الألعاب الجماعية فلكي نعرف لماذا نتأخر في الآسياد فلا بد أن ندرس حقيقة وضعنا الإقليمي.

ـ قبل ثلاثة عقود كنا نحقق (ودون عناء) بطولات الخليج على مستوى الأندية والمنتخبات في كافة الألعاب نتيجة قوة المنافسات المحلية والعمل المتميز من القائمين على الرياضة السعودية آنذاك.

ـ ومع مرور الزمن وتراجع الاهتمام الرسمي بالمنافسات المحلية باتت هذه الأخيرة تتراجع في وقت يتقدم جيراننا بسرعة فائقة حتى لم نكتف بعدم قدرتنا على تحقيق الألقاب الجماعية خليجياً بل إن منتخباتنا وأنديتنا حلت في المركز الأخير في بعض البطولات الخليجية.

ـ هذه حقيقتنا التي أدت إلى تراجعنا (بل اختفاءنا) في قائمة ميداليات آسياد آسيا 2014 (أكتب المقالة عصر السبت دون ظهور سعودي في جدول الميداليات).

ـ باختصار لن نجد مكاناً لنا في جداول الميداليات في أي مسابقة إقليمية أو قارية حتى يكون إنتاجنا المحلي متميزاً.

ـ ولكي يكون ناتجنا المحلي متميزاً لا بد من الفكر الإداري القادر على توظيف الأموال لبناء الإنسان.