|


مساعد العبدلي
المنتخب القضية
2014-09-28

مازال المنتخب السعودي قضية لا تنتهي للإعلام والوسط الرياضي..

ـ هو قضية إن تم تشكيله، وإن شارك في بطولة وإن فاز أو خسر..

ـ لو أنه قضية من منطلق حرص وطني لكان هذا أمرا إيجابيا لكن المحزن أنه قضية بسبب (طغيان) الميول والتعصب..

ـ منتخبات أقل بكثير على الصعيد المالي أو الفني تقدمت علينا وباتت عقبات أمام الأخضر فقط بسبب معاناة الأخضر التي تجبره دوماً على التراجع وتدفع الآخرين نحو الأمام..

ـ في الدول الأخرى عندما يحضر المنتخب تغيب ألوان كل الأندية وإذا غابت تلك الألوان وبات لون علم الدولة وحده من يحضر بات العطاء والإخلاص والدعم لمنتخب الوطن..

ـ لدينا (وبكل أسف) يحدث العكس.. عندما يحضر الحديث عن المنتخب يسبقه الحديث عن ألوان الأندية وتحديداً الجماهيرية والإعلامية..

ـ بمجرد أن يبدأ التفكير بتشكيل منتخب لإقامة معسكر (ولو تدريبي) وليس للمشاركة في بطولة رسمية يبدأ العمل الإعلامي المكثف لإبراز لاعبي هذا النادي وإخفاء لاعبي ناد آخر..

ـ في السابق كان المنتخب السعودي يعاني (فقط) من الإعلام المكتوب ومع تطور الزمن أصبح الإعلام المرئي إضافة جديدة للتأثير على مسيرة المنتخب السعودي...

ـ ومع الثورة التقنية العالمية أصبحت قنوات التواصل الاجتماعي مؤثراً (ثالثاً) على مكونات المنتخب السعودي خصوصاً أن الاهتمام (شبه الأوحد) للمواطن السعودي هو الهم الرياضي وبالتالي أصبحت قنوات التواصل الاجتماعي بمثابة ساحة إعلامية تؤثر (سلباً) على المنتخب السعودي مثلما هي الوسائل الإعلامية المختلفة..

ـ تبدأ معاناة المنتخب السعودي عندما يتجه المدرب لاختيار تشكيلته وهنا يتحرك الإعلام بوسائله المتعددة ويبدأ تجييش الإعلاميين ليس لدعم المدرب في اختياراته إنما للتأثير عليه وتوجيه بوصلته نحو لاعبي محددين ينتمون لأندية محددة..

ـ تنطلق قنوات التواصل الاجتماعي هي الأخرى في مسار التوجيه والتأثير وهنا ربما تكون أشد طرحاً على اعتبار أن (معظم) مستخدميها (أي قنوات التواصل الاجتماعي) هم من (مجهولي الهوية) عكس الإعلامي المكشوف الشخصية..

ـ وإذا كان (بعض) الإعلاميين وهم مكشوفي الشخصية لا يخجلون من طرح تعصبهم في الإعلام فكيف سيكون حال طرحهم في قنوات تحجب شخصياتهم وأسماءهم..

ـ ولأن مدرب المنتخب وحتى مترجمه (إذا كان المدرب أجنبياً) لا يعيشان في معزل عن المجتمع فهم بالتأكيد يعيشون وسط هذه المؤثرات (السلبية) الإعلامية أو عبر قنوات التواصل الاجتماعي..

ـ المدرب إذا كان عربي اللسان فإنه يقرأ كل ما يطرح عبر وسائل الإعلام أو قنوات التواصل الاجتماعي.. وإن كان أجنبياً فمترجمه لن يبخل عليه بنقل كا مايقال هناك..

ـ ولأن المدرب بشر فمن الطبيعي أن يتأثر بكل ما يقال وغالباً لا يعير الكثير من الاهتمام لما يطرح إيجابياً بل يتأثر أكثر بالانتقادات والسلبيات وربما بالشتائم..

ـ يؤسفني أن أقول إن منتخبنا سيظل قضية وسيبقى يعاني وغائباً عن المراكز المتقدمة طالما أننا نسيء استخدام وسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي ونوظفها من أجل ألوان الأندية حتى لو كان الخاسر الأكبر هو لون الوطن..

ـ الوعي الرياضي والثقافة العالية والاستخدام الإيجابي لوسائل الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي عوامل تحدد أين يكون منتخبنا الوطني.