|


مساعد العبدلي
الهلال مع وبدون سامي
2014-05-27

في بداية الموسم، ومع قرار إدارة الهلال إسناد مهمة تدريب الفريق الأول لكرة القدم للمدرب سامي الجابر، قلت إنه من الظلم إصدار أحكام (فنية) سلبية أو إيجابية لتجربة سامي من خلال موسم واحد.

ـ قلت بالحرف الواحد تحقيق بطولة أو بطولات لايعني (نجاح) سامي في حين أن عدم تحقيقه البطولات لايعني (فشله).

ـ قلت إن الحكم (الفني) على أي مدرب لابد أن يتم من خلال عدة مواسم ومع ضرورة توفير كل الأدوات المطلوبة للعمل الفني وبحكم أنني غير قريب من العمل على الأرض في نادي الهلال فمن الصعب الحكم على عمل الجابر وهل تم توفير كل المتطلبات له أم لا ؟

ـ خلال حديثي عن قرار إدارة الهلال بإسناد المهمة للجابر قلت إن قبول الجابر للمهمة أراه قراراً متسرعاً من الجابر نفسه والمفترض أن يتدرج في تدريب الفرق السنية في الهلال أو يدرب فرقاً في وسط دوري المحترفين ويحقق النجاحات ثم يتولى مهمة تدريب الفريق الأول بنادي الهلال لأن الجابر بقبوله تدريب الفريق الهلالي الأول بات في قمة التدريب ولن يقبل مستقبلاً بموقع أقل.

ـ لم يحدث ذلك وتولى الجابر المهمة واليوم يجد نفسه في وضع لا يحسد عليه إذ لن يقبل (في حال تخلت إدارة الهلال عنه) بتدريب فريق أقل من فريق الهلال وتجربته في الموسم المنتهي قد لا تشجع أندية محلية وخارجية بتقديم عروض له.

ـ تولي الجابر تدريب الفريق الهلالي الأول مباشرة كان يمثل (انتحاراً تدريبياً) فالهلال فريق جماهيري وإعلامي ومعتاد على تحقيق البطولات فإن حقق الجابر فلا جديد فالهلال نادي البطولات وإن لم يحقق فهنا تقع الكارثة ويبدأ الجمهور والإعلام وأعضاء الشرف بالحديث عن قدرات الجابر الفنية وينقسم الهلاليون ويخسر الجابر ثقة (بعض) الهلاليين وهذا ما يحدث الآن.

ـ قلت كثيراً إن الأمر هذا لاينطبق على حالة سامي الجابر فقط إنما هي حالة عامة في الوسط الرياضي السعودي تتمثل في العاطفة الاندفاعية الجياشة حباً وكرهاً.

ـ وسطنا الرياضي عاطفي للغاية..إن أحب أسرف وإن كره سرف ولاوسطية بين الأمرين، وبهذه العاطفة نبتعد كثيراً عن التقييم المنطقي المنطلق من مفاهيم علمية.

ـ اليوم يعيش الهلاليون انقساماً واضحاً (مهما حاول بعضهم نفيه) ومحور الانقسام هو سامي الجابر الذي كان أيضاً محور انقسام خلال الموسم المنتهي إذ إن الرافضين (من الهلاليين) تدريبه الفريق كانوا ينتظرون سقطاته بينما المؤيدون له كانوا يدعمونه ربما لدرجة (التغاضي) عن سلبياته الفنية.

ـ في تصوري إن الموسم المقبل سيكون الأمر ذاته داخل البيت الهلالي في حال أبعد الجابر عن تدريب الهلال.

ـ من كانوا يدعمونه بالأمس ويتغاضون عن سلبياته سيكونوا مترصدين لأخطاء المدرب الجديد (بديل الجابر) بينما الرافضون لوجود الجابر في الموسم الماضي والمؤيدون لرحيله سيكونوا أقوى الداعمين للمدرب الجديد لدرجة التغاضي عن سلبياته.

ـ شخصياً وخلال 3 عقود مضت لم أر الهلاليين ينقسمون ويختلفون (علناً) كما هي حالهم اليوم وهو وضع غريب للغاية على الهلاليين.

ـ إذا واصل الهلاليون انقسامهم بسبب سامي الجابر وإذا لم يسارعوا للالتفاف من جديد حول الهلال كما هي عادتهم فقد لايختلف الموسم المقبل كثيراً عن الموسم المنتهي.