ـ التوقيت جزء رئيس من أجزاء تحقيق النجاح في كل مناحي الحياة...متى نجح الإنسان في اختيار التوقيت المناسب لاتخاذ أي قرار يتعلق بحياته فإنه سيكون أقرب للصواب والنجاح.
ـ وفي المجال الرياضي بشكل عام وكرة القدم على وجه التحديد يعد التوقيت ركيزة أساسية من ركائز النجاح.
ـ التوقيت المناسب قد يتعلق بموعد اعتزال لاعب أو بتوقيت تمرير كرة أو حتى على صعيد الانتقال من ناد لآخر.
ـ حتى المدربين يطالهم التوقيت المناسب بل إن المدرب الناجح يكون أقرب للنجاح كلما كان قريباً من التوقيت المناسب لاتخاذ قراره سواء بإخراج لاعب أو إشراك لاعب أو تغيير منهجية لعب وكلما تأخر المدرب أو لم يوفق في التوقيت المناسب جاءت القرارات أبعد عن الصواب.
ـ بل إن للمدربين ارتباطاً قوياً جداً بالتوقيت المناسب على صعيد اختيار الرحيل عند تدريب هذا الفريق أو قبول تدريب ذاك الفريق وهنا الأمر يتعلق بالسيرة الذاتية للمدرب (CV).
ـ المدرب الناجح هو من يجيد قراءة أحوال الفريق الذي يدربه وبالتالي يعتبر التوقيت مناسباً للرحيل عندما يشعر أن الأيام المقبلة ليست في صالحه مع ذلك الفريق.
ـ سأضرب مثالين من على أرض الواقع:
ـ الأول يتعلق بالمدرب الشاب الشهير جوارديولا الذي صنع المتعة وحقق كل الإنجازات مع الفريق الكتالوني (برشلونة) وفجأة قرر الرحيل.
ـ كان قرار ترك جوارديولا تدريب برشلونة مفاجأة للكثيرين لكنه لم يكن مفاجأة للمدرب نفسه إذ أتصور أنه (وبحكم قربه من الفريق) شعر بأن الفريق غير قادر خلال الفترة المقبلة على مواصلة ذات الأداء ومواصلة تحقيق الإنجازات فقرر (جوارديولا) الرحيل وهو في القمة.
ـ بالفعل كانت قراءة ذلك المدرب لواقع برشلونة منطقية فالفريق هذا الموسم لم يعد بذلك الفريق القوي القادر على هزيمة الجميع بل بات فريقاً غير مقنع يتأرجح مستواه من مباراة لأخرى وخرج من مسابقتي دوري أبطال أوروبا وكأس ملك إسبانيا وهو ضعيف الحظوظ على صعيد لقب الدوري.
ـ في الظروف الحالية لبرشلونة الكثيرون يقولون إن السر كان في جوارديولا وهذا غير دقيق....للمدرب دور لكن في تصوري إن السبب الرئيس هو تواضع مستوى بعض اللاعبين إلى جانب كبر سنهم وهو ما أحس به (مبكراً) جوارديولا فقرر الرحيل بسيرة ذاتية ممتازة وهنا كان توقيت الرحيل مناسباً.
ـ الأمر ذاته ينسحب على المدرب (العجوز) السير اليكس فيرجسون الذي أمضى سنوات طويلة مع مانشستر يونايتد يحقق الإنجازات ورحل عنه الموسم الماضي وشاهدنا مانشستر يونايتد يترنح هذا الموسم.
ـ السير فيرجسون اختار الوقت المناسب للرحيل محتفظاً بسيرة ذاتية ممتازة للغاية.
ـ أتذكر في نهاية الموسم الماضي كتبت في هذه المساحة بأنني أنصح المدرب التونسي فتحي الجبال بالرحيل عن فريق الفتح لأنه كان في قمة التفوق والنجاح وقلت لايعلم الجبال ماذا سيكون حال الفتح الموسم المقبل وقد تؤثر حال الفتح على سيرة الجبال التدريبية وهو ما حدث هذا الموسم إذ لا أعتقد أن أسهم الجبال عالية مثلما كانت الموسم الماضي ولا أتصور أن العروض ستنهال عليه مثلما لو رحل مع نهاية الموسم الماضي..
ـ الجبال خانه التوقيت (المناسب) فلم يتخذ القرار المناسب.
ـ حتى الأورجوياني كارينيو مدرب النصر كتبت عنه وقلت إنه قد يفكر في الرحيل عن النصر ليس لعدم راحته إنما لأنه لايعلم الغيب ولايدري كيف سيكون حال النصر في الموسم المقبل وبالتالي يرى أن (التوقيت المناسب) للرحيل هو بعد نهاية الموسم بعد أن حقق إنجازاً كبيراً للنصر وله شخصياً تمثل في بطولتين.
ـ أتمنى أن لاتفهم جماهير النصر أنني أتوقع سقوط النصر في الموسم المقبل بقدر ما أتحدث عن أهمية التوقيت المناسب لأي إنسان في الحياة.
