|


مساعد العبدلي
المنتخب بين الإعلاميين والمشجعين
2014-03-04

ـ نعلم جميعاً أن للجماهير الرياضية في كل دول العالم انتماءاتها (الخاصة)، وهنا أتحدث عن الأندية بينما تتحد الجماهير في الانتماء (العام) وهنا أتحدث عن المنتخب.

ـ في دول العالم المتقدم نجد الوقوف خلف الانتماء (العام) قوياً وتتناسى الجماهير الانتماء (الخاص) لأن المصلحة العامة (انتصار الوطن) من المفترض أن تأتي أولاً.

ـ في دول العالم الثالث وتحديداً الدول العربية لاشك أن الانتماء للوطن قوي جداً ولا أشكك لحظة في حرص المشجعين الرياضيين (في حالة المنتخب هم المواطنون عامة) على انتصار الوطن.

ـ لكن وبشفافية تامة ما يحدث في الدول العربية هو أن (بعض) الإعلاميين الرياضيين يلعبون دوراً يتسبب في نتائج سلبية في علاقة المشجع (وهنا أتحدث عن المواطن) مع منتخب بلاده.

ـ عندما يتم الإعلان عن معسكر لأي منتخب عربي للمشاركة في محفل دولي نجد كل المشجعين الرياضيين (المواطنين) ملتفين حول منتخب بلادهم (متناسين) تماما الانتماء (الخاص) متفرغين بكل أحاسيسهم للانتماء (العام).

ـ وبينما المنتخب في معسكره الإعدادي وجماهيره بكل حواسها تترقب ظهوره الرسمي من أجل دعمه ومؤازرته يخرج (بعض) الإعلاميين عن النص وبدلاً من السير في ذات الطريق الإيجابية التي يسير عليها المشجعون نجد (بعض) الإعلاميين قد عاد للانتماء (الخاص).

ـ العودة للانتماء الخاص من قبل (بعض) الإعلاميين تتمثل في الحديث عن لاعبي المنتخب أو أسرار معسكره من خلال ألوان الأندية التي جاء منها اللاعبون، فنجد الإعلامي الذي انتقد بالأمس موقفاً من لاعب من لاعبي المنتخب يعود اليوم ليدافع عن ذات التصرف لكنه بدر من لاعب آخر.

ـ الانتقاد لهذا اللاعب أو الدفاع عن ذاك تحدده ألوان الأندية التي ينتمون إليها، وهنا تابع المشجعون (المواطنون) ما يثار إعلامياً فانحرف (بعض) منهم عن مسار الانتماء (العام) وعاد للانتماء الخاص وذلك بسبب طرح إعلامي غير مسؤول من قبل (بعض) الإعلاميين.

ـ هنا تحول الإعلام أو (بعضه) إلى أداة سلبية تبعد الجماهير الوطنية عن منتخب بلادها بدلاً من أن يكون الإعلام أداة تحفيز وشحذ للهمم.

ـ لا يمكن للمنتخبات العربية أن تتقدم وتصبح ضلعاً ثابتاً في المحافل الدولية وتنافس على تحقيق الألقاب حتى نتخلى جميعاً (إعلاميون ومواطنون) عن تقديم مصالح أنديتنا على مصالح منتخبنا.

ـ بل إنني أكون أكثر شفافية وأقول إن (بعض) الإعلاميين هم من يديرون بوصلة دعم المنتخب من عدمه بسبب أطروحات لاتعي المصلحة العامة وتسيرها أهواء الأندية وينجرف وراءها بعض (المواطنين) فيتحولون إلى مشجعي أندية.. والنتيجة سقوط منتخب الوطن.