ـ في النصر دخل عبده عطيف وحسن الراهب وخالد الغامدي الفترة الحرة للمحترفين منذ عدة أيام، والأمر ذاته حدث مع عبدالعزيز الدوسري في الهلال..
ـ حتى كتابة هذه المقالة (ظهر الإثنين) لم يجدد أي من اللاعبين إياهم مع النصر أو الهلال ولم يوقعوا لأندية أخرى.
ـ هذا يعطي انطباعاً (من وجهة نظر شخصية) أن المحترفين في الأندية الجماهيرية والإعلامية لم يعودوا حريصين على تجربة الرحيل لأندية أخرى، وربما أن تجربة الحارثي التي لم يكتب لها التوفيق مع الهلال، وتجربة الفريدي (الغامضة) حتى اليوم مع الاتحاد أعطت المحترفين دروساً في مخاطر الانتقال.
ـ في تصوري لو كان لدى عطيف والراهب والغامدي والدوسري عروض حقيقية و(مغرية) بشكل كبير لما ترددوا في قبولها والتوقيع بمجرد دخولهم الفترة الحرة.
ـ انتظارهم حتى اليوم لايخرج من احتمالات عدة...أولها أنهم لم يتلقوا أصلاً عروضاً من أندية أخرى....أو أنهم تلقوا عروضاً ولكنها ليست مغرية...أو أنهم يرغبون البقاء في أنديتهم لكن بعروض مقنعة ولو إلى حد ما.
ـ شخصياً أذهب مع الاحتمال الأخير، ففي تصوري أن ثلاثي النصر لن يجدوا في الوقت الحاضر أفضل من ناديهم المتطور والمنتشي بتحقيق البطولات والأمر ذاته ينطبق على عبدالعزيز الدوسري الذي قد لايجد نفسه في ناد جماهيري وإعلامي كالهلال، وإن كنت على صعيد موهبته و(مركزه) أراه قادراً على اللعب للأهلي أو الشباب.
ـ في فترات مضت كانت الأندية تعيش قلقاً كبيراً عندما يقترب لاعبوها البارزون من الفترة الحرة وتبدأ تحركات مجلس الإدارة (بل وربما الشرفيون) لإقناع اللاعب أو وكيل أعماله بالتجديد وتبدأ مفاوضات ماراثونية من أجل الإبقاء على اللاعب كسباً لموهبته وخوفاً من الغضب الجماهيري في حال قرر الانتقال.
ـ اليوم بات الوضع مختلفاً للغاية، وأصبح المحترف يدخل الفترة الحرة وهو في حوار مع ناديه مانحاً مساحة أكبر لناديه وفي حال عدم الاتفاق يقرر الرحيل، ولعل ما يحدث حالياً مع ثلاثي النصر ودوسري الهلال يؤكد ذلك، إذ إن المتابع لمفاوضات التجديد يشعر بأن اللاعبين الأربعة (متمسكون) بالنصر والهلال، وأن قرار التجديد هو أقرب لأن يكون بيد الإدارة أكثر من كونه بيد اللاعب.
ـ ما يحدث حالياً بين المحترفين وأنديتهم أراه شخصياً نوعاً من النضج الاحترافي، وأن المحترف السعودي بات أكثر فهماً وإدراكاً بأن المال (مهم) لكنه ليس (الأهم) في عالم الاحتراف.
ـ ما أقرأه في وضع الدوسري مع الهلال وثلاثي النصر هو أنهم يسعون للحصول على أكبر مكاسب مالية لتوقيع العقود الجديدة أما الانتقال فهو احتمال بعيد للغاية وإن كان موجوداً بل لا أتردد في القول بأن إدارتي النصر والهلال هي من سيقرر بقاء المحترفين أو رحيلهم وليس العكس.
ـ لا أغفل هنا الدور الفاعل والإيجابي لوكلاء اللاعبين الأربعة (شخصياً لا أعلم من هم الوكلاء)، إذ من الواضح أن الوكلاء لم ينظروا للأمر من منظور مالي بحت (وهو حق من حقوقهم وحقوق موكليهم) بقدر ما نظروا لمصلحة موكليهم (الفنية) والتي تتمثل في البقاء في أنديتهم.