شخصياً لم أستغرب أن يقال الصربي غوران من منصبه مدرباً لفريق الاتفاق..
ـ من تابع هذه المساحة يعلم أنني قلت بعد تعاقد الاتفاق مع غوران إن ذلك القرار لم يكن موفقاً لأنني، أؤمن بأن هناك اختلافاً جذرياً بين فكر وإدارة مدربي المنتخبات عن مدربي الأندية..
ـ وعندما استغنت إدارة الاتفاق عن الألماني ثيو بوكير مبكراً قلت إنه قرار صائب لأن التعاقد معه أصلاً لم يكن قراراً صائباً..
ـ بوكير بدأ كمدرب للأندية وقدم عملاً مقنعاً ثم انتقل لتدريب المنتخبات (منتخب لبنان) وعاد من جديد لتدريب الأندية فلم ينجح لأنه بات يفكر بفكر مدربي المنتخبات..
ـ الصربي غوران ينطبق عليه ذات الأمر فهو قدم من تدريب منتخب الكويت ما يعني أنه (فنياً) يتعامل بفكر مدربي المنتخبات (اللاعبون الجاهزون) كما أنه (معنوياً) يرى نفسه في برج عال كونه قدم من تدريب منتخب إلى ناد..
ـ البلجيكي جيريتس نجح بشكل كبير مع الأندية وعندما ذهب لمنتخب المغرب سجل فشلاً ذريعاً..
ـ العالم يشهد بوجود مدربين عالميين يملكون من الخبرات التدريبية الكثير ومع ذلك تمسكوا إما بتدريب المنتخبات أو الأندية..
ـ السير اليكس فيرجسون أمضى ربع قرن مع مانشستر يونايتد وأرسين فينجر يقترب مع عامه العشرين مع أرسنال ومع ذلك ظل الثنائي بعيداً عن منتخب إنجلترا أو أي منتخب آخر في العالم رغم كفاءتهما التدريبية..
ـ البرازيليان كارلوس ألبرتو بيريرا ولويس فيليب سكولاري لم ينجحا بشكل لافت على صعيد الأندية بينما حققا أبرز النجاحات في تدريب المنتخبات وليس فقط المنتخب البرازيلي..
ـ مدربو الأندية هم القادرون على التعامل مع عدد كبير من اللاعبين (30) لاعباً وربما أكثر بكثير خلاف متابعة المراحل السنية إلى جانب التدريبات اليومية والمباريات المتعددة أسبوعياً، بينما مدربو المنتخبات يتعاملون مع أعداد محدودة جداً من اللاعبين (25 لاعباً) كحد أقصى وخلال فترات متباعدة للغاية (معسكرات أو بطولات قصيرة) وكذلك مباريات معدودة وفي فترات متباعدة..
ـ نظام التعامل مع لاعبي الأندية يختلف جذرياً عن التعامل مع لاعبي المنتخبات وبالتالي لابد أن يكون الفكر التدريبي مختلفاً ومن هذا المنطلق على الأندية السعودية أن تحرص كثيراً على المدربين الذين دربوا ويدربون الأندية وتبتعد عن مدربي المنتخبات..
ـ تعليم الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية أصعب بكثير من تعليم طلاب الجامعات وبالتالي مواصفات معلم الابتدائية أشد دقة من بروفيسورات الجامعات.