|


مساعد العبدلي
الاحتراف والإحلال
2013-12-08

ـ يعتقد كثيرون أن الاحتراف يختصر كثيراً من بناء فرق كرة القدم وذلك من خلال (جلب) اللاعب الجاهز من خارج أسوار النادي.

ـ هذا قد يكون جانباً واحداً من جوانب الاحتراف لكنه (أي الاحتراف) لايجب أن يلغي الاهتمام بالفئات السنية للأندية وذلك من أجل تحقيق هدفين هامين.أولهما اختيار المواهب المتميزة وتوقيع عقود احتراف معها بحيث تكون تحت تصرف النادي وعند جاهزيتها الفنية تنتقل للفريق الأول.

ـ الهدف الثاني من الاهتمام بالفئات السنية يتمثل في أن من تم توقيع عقود احتراف معهم ولم يجدوا فرصتهم مع الفريق الأول يتم إعارتهم لأندية أخرى حتى يعودوا عند الحاجة إليهم أو يتم بيع عقودهم بشكل نهائي.

ـ للأسف أن هذا لايحدث بشكل مقنع في كثير من أنديتنا منذ تطبيق الاحتراف إذ تعاملت كثير من الأندية مع الاحتراف على أنه وسيلة جلب اللاعب الجاهز متى احتاج الفريق ذلك.وهو أمر صحيح لكنني أؤكد أنه لايجب أن يتعارض مع الاهتمام بالفئات السنية.

ـ ما حدث خلال العقد الأخير هو أن الأندية السعودية باتت تعتمد على جلب اللاعب الجاهز حيث تشتري الأندية (الغنية) عقود اللاعبين المتميزين بينما تقوم الأندية (غير المقتدرة مالياً) على جلب اللاعبين الذين باتوا خارج حاجة الأندية الغنية لأنهم سيكونوا أقل تكلفة مالية.

ـ انظروا للنصر والهلال والأهلي والاتحاد والشباب حيث دفعت هذه الأندية خلال السنوات الماضية عشرات الملايين لجلب اللاعبين الجاهزين سواء فيما بينها كأندية غنية أو من لاعبي الأندية غير المقتدرة مالياً.

ـ أما الأندية غير المقتدرة مالياً (على سبيل المثال) الفتح والرائد والتعاون والفيصلي فقد اعتمدت على اللاعبين المتسربين من الأندية الغنية وبتكلفة غير باهظة الثمن.

ـ اليوم بات اللاعبون يعيشون مرحلة تدوير بين الأندية دون مخرجات جديدة (مواهب جديدة) إذ إن المواهب المتميزة التي قدمتها الأندية السعودية خلال آخر 3 سنوات لا يتجاوزون عدد أصابع اليد الواحدة.

ـ الانخفاض (الفني) الملحوظ اليوم في مستوى الهلال والشباب والأهلي ناتج بشكل كبير في تأخر هذه الأندية في تصعيد المواهب الشابة إذ كانت هذه الأندية من أكثر الأندية اهتماماً بالفئات السنية وتصعيداً للمتميزين منهم للفريق الأول.

ـ هذه الفرق اعتمدت خلال السنوات الخمس الماضية على اللاعبين الجاهزين المنتقلين (عبر نظام الاحتراف) مع تجاهل تام لمواهب الفئات السنية سواء بضعف الاهتمام كما هو الحال في الهلال والشباب أو بالتردد في التصعيد كما هو الحال في الأهلي.

ـ لنأخذ الهلال كمثال حي..كان الهلال يحقق بطولات الفئات السنية ويصعد المواهب للفريق الأول ثم تحول الهلاليون لجلب اللاعبين الجاهزين لفريقهم الأول (وهذا من حقهم طالما نعيش الاحتراف) لكنهم أهملوا العمل في خطوط متوازية عندما أهملوا الفئات السنية لدرجة أننا لم نشاهد خلال آخر 5 سنوات من يأتي من الفئات السنية كلاعب متميز سوى سالم الدوسري، وهذا في تصوري من أسباب تراجع الفريق الهلالي هذا الموسم..الهلال لم يستقطب لاعبين متميزين من خارج النادي ولم يصعد مواهب متميزة من الفئات السنية.

ـ النصر يعيش اليوم أفضل حالاته الفنية ويعيش الوضع الذي عاشته فرق الهلال والأهلي والاتحاد في سنوات ماضية وهو الاعتماد على المحترفين القادمين من الأندية الأخرى لكنه (أي النصر) يهتم اليوم بالفئات السنية وعلى مدربه كارينيو مواصلة منح الفرص للوجوه الواعدة لكي لا يصل الفريق ذات يوم لحال الأهلي والشباب والهلال.

ـ الأندية الغنية اليوم لم تعد قادرة على مواصلة الاستعانة باللاعبين الجاهزين القادمين من الأندية الأخرى لسببين رئيسيين.أولهما أنها لم تعد غنية كما كانت في السابق بل بعضها بات قريباً من الإفلاس.والسبب الثاني هو أن اللاعب المتميز أصبح اليوم غالي الثمن ومن الصعب جلبه.

ـ على الأندية أن تعود لكنزها ومنجمها الحقيقي، الفئات السنية.

ـ الفئات السنية تقدم المواهب التي إما تكون (للإحلال) في الفريق الأول أو (للإعارة وبيع العقود) وهكذا هو الاحتراف، إحلال وإعارة وبيع عقود وليس فقط جلب لاعبين جاهزين.