|


مساعد العبدلي
بالتخلف الفكري يخسرون
2013-10-28

أؤمن بحرية الرأي، وإن الشعوب المتحضرة هي من (تؤمن) و(تطبق) مفهوم الرأي والرأي الآخر. ـ ربما هناك من يؤمن بضرورة العمل المكثف من أجل تحقيق مفهوم حرية الحوار حتى لو كان على حساب خسارته الشخصية. ـ فكر آخر يرى عكس ذلك، إذ يؤمن بأن دخول البعض في صراعات حوارية مع فكر (مقفل) متخلف لايمكن أن يأتي بأي نتيجة وأن الزمن وحده كفيل بكشف تلك العقليات وتغيير فكرها. ـ من هاتين الرؤيتين أخوض في الوسط الرياضي السعودي على وجه التحديد، إذ إن هذا الوسط (ورغم أنه الأعلى سقفاً في الحرية) إلا أنه بكل أسف ما زال بعيداً عن مفهوم الحوار الديمقراطي ومبدأ الرأي والرأي الآخر، لدرجة أن كثيرين تندموا كثيراً على دخولهم هذا الوسط وربما هناك كثيرون رحلوا بسبب هذا الفكر المتخلف. ـ لا أتردد في القول بأن الداخل للوسط الرياضي (سواء كان رياضياً عاملاً أو زائراً لهذا الوسط) مفقود والخارج منه مولود. ـ بمعنى أن أي منتم للوسط الرياضي (رئيس ناد – لاعب – مدرب – عضو شرف – إعلامي رياضي) سيفقد كثيراً من مكانته وشخصيته بمجرد دخوله لهذا الوسط وعليه أن (يتحمل) ويدفع الكثير من التضحيات إذا أراد أن يعيش في هذا الوسط لأنه (أي هذا الوسط) يؤمن بمبدأ (إذا لم تكن معي فأنت ضدي) بل إن هذا الوسط (يكرس) هذا المفهوم بشكل خيالي. ـ هذا بالنسبة للمنتمين للوسط الرياضي....أما (زائروه) كالشعراء والكتاب الاجتماعيين وغيرهم من شرائح المجتمع فربما (يزورون) هذا الوسط لمناسبة معينة أو لتعليق على رأي أو من خلال كتابة مقالة نقدية في الشأن الرياضي ثم يجدون أنفسهم وقد غرقوا في بحور (تعصب) هذا الوسط فيندمون أنهم دخلوا بل ربما يخسرون الكثير من شعبيتهم (غير الرياضية) بسبب دخولهم للوسط الرياضي... يخسرون ليس سوءًا فيهم بقدر ما هو سوء في الوسط الرياضي الذي بكل أسف يضم الكثيرين ممن يتخلفون فكرياً. ـ سأضرب أمثلة (وهي مجرد أمثلة وليست للحصر)....الأمير عبدالرحمن بن مساعد لايختلف اثنان على شعبيته الجارفة (كشاعر) متميز يتابعه بإعجاب كثيرون، لكنه عندما دخل الوسط الرياضي رئيساً لنادي الهلال فقد أصبح (مجبراً) أن يخسر كثيراً من شعبيته (الشعرية)، وهذا ليس تقليلاً من نادي الهلال إنما لأن وجود الأمير عبدالرحمن رئيساً للهلال يفرض عليه الدفاع عن حقوق ناديه التي (قد) يراها الآخرون غير صحيحة وبالتالي أخذوا موقفاً من الأمير عبدالرحمن بن مساعد (بشكل عام) وهنا بيت القصيد، فموقفهم لم يكن منه كرئيس لنادي الهلال بل كشخص وهذا يعني أنهم أخذوا موقفاً منه كشاعر وهنا أصبح يخسر شيئاً من شعبيته نتيجة غياب الوعي وعدم الإلمام بمفهوم الرأي والرأي الآخر. ـ مثال آخر يتعلق بالممثل القدير ناصر القصبي الذي غرد أكثر من مرة معبراً عن فرحته بصدارة نادي النصر، كاشفاً عن ميوله النصراوية وهنا تعامل معه الهلاليون على أنه ناصر (المشجع) وليس الممثل الكبير والقدير وبالتالي (قد) يخسر شريحة كبيرة من مشجعي الهلال لم تكن تعلم بنصراويته وهنا خلط للأمور. ـ عندما يتدخل كاتب أو مذيع اجتماعي (الزميل علي العلياني أو الزميل داوود الشريان على سبيل المثال) في حوار رياضي طارحاً وجهة نظره التي (قد) تجعل ذلك الكاتب أو المذيع يخسر جزءًا من شعبيته ليس لاختلاف في (الرأي) معه إنما لشعور فئة معينة أن ذلك الكاتب أو المذيع قد قال أو كتب ما لا يتوافق وميولهم، وربما أن ذلك الزميل لم يكشف ميوله إنما المتلقي فسر الأمور من منطلق الانتماء. ـ متأكد أن الشاعر أو الممثل أو الكاتب الاجتماعي أو المذيع غير الرياضي يقول في قرارة نفسه (يا ساتر) ليتني من دخول هذا الوسط سالم. ـ هل رؤيتهم (الشاعر – الكاتب الاجتماعي – المذيع) صحيحة بعدم العودة للدخول في هذا الوسط أم عليهم أن يبقوا متواصلين مع هذا الوسط ليساهموا (من خلال شعبيتهم في مجالهم غير الرياضي) في توعية الوسط الرياضي ورفع مستوى ثقافة المنتمين إليه؟ ـ سؤال أطرحه وأدع إجابته لك عزيزي القارئ أو حتى لمن زاروا الوسط الرياضي (من غير الرياضيين).