مساعد العبدلي
العاطفة والعقل
2011-08-11
يبدو أن إدارات الأندية السعودية (أو على الأقل بعضها) بدأت تتخلى عن الجانب العاطفي في تعاملها مع القرارات التي تصدرها وبات العقل ومصلحة النادي تأتي أولاً..
ـ ربما يكون التعامل بالعاطفة مقبولاً أيام الهواية على اعتبار أن اللاعب في النهاية هاو لا يشكل ترك الكرة بالنسبة له أي مشكلة كما أن بقاءه أو رحيله لا يمثل للإدارة أي مكاسب أو خسائر مالية..
ـ اليوم وفي عصر الاحتراف بات الوضع مختلفاً تماماً للطرفين (اللاعب والنادي) فالأول يؤمن بأن كرة القدم هي مصدر رزقه وسيحاول البقاء أطول فترة زمنية ممكنة في الملاعب ليؤمن مصدر رزقه..
ـ النادي أيضاً يعلم أن ما ينفقه لشراء عقود اللاعبين يمثل رأس المال الذي يجب أن يتضاعف (أي استثماره)..
ـ ولتحقيق الهدفين للاعب والنادي لابد أن تذهب العاطفة بعيداً ويأتي تحكيم العقل في أي قرار يتخذه أي الطرفين أو كلاهما..
ـ ألمس (كمراقب من بعيد) أن الكثير من رؤساء إدارات الأندية تخلوا عن عاطفتهم الشخصية أو عاطفة جماهير ناديهم وباتوا يبحثون عن مصلحة النادي من خلال زيادة موارده أو على الأقل عدم تناقصها ولعل المحترفين أحد أهم الموارد المالية..
ـ اللاعب هو الآخر بدأ تدريجياً يتخلى عن مفهوم (الولاء للنادي بفكر الهواية) وأصبح يفكر (بالولاء بفكر الاحتراف) أي أن لا مانع لديه من تعدد قمصان الأندية التي يرتديها طالما أن هذا يؤمن رزقه ومستقبل أسرته..
ـ أتمنى أن تواصل الأندية السعودية وكذلك لاعبوها المحترفون مواصلة العمل بالعقل وليس بالعاطفة لأن هذا من شأنه رفع المستوى الفني من خلال السماح بانتقال اللاعبين بين الأندية كما أنه يقلل كثيراً من التعصب والاحتقان المستشري في الوسط الرياضي السعودي.