|


مشعل محمد الوعيل
لا جديد يذكر
2011-08-08
أستغرب حالة العزلة التي باتت تعيشها الكثير من القنوات الفضائية في شهر رمضان المبارك ومكمن ذلك الاستغراب في كونها لم توظف وسائل التقنية الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي في تقديمها لباقة البرامج التي باتت تقدمها جل القنوات بما شملت من غث وسمين , وقد اتضح ذلك جليا من خلال المرصد الأهم ألا وهو الجمهور الذي لم تهدأ رسائلهم سواء في البلاك بيري أو عبر مواقع التواصل الاجتماعية توتير أو الفيس بوك عن ملاحظتهم وتعليقاتهم حول البرامج المقدمة وبدون ادني شك عبر “ عزيزي ... “ فرغم أن تجربة القنوات في رمضان لم تكن وليدة اللحظة إلا أن ألازمه تتكرر مجددا بأخطاء بدائية في البرامج ونسخ لما هو قديم بشكل أصاب المتلقي بالملل , فكم كنت أتمنى من القائمين على تلك القنوات أن يكون هناك خط تواصل مباشر مع الجماهير عبر وسائل التقنية الحديثة للاستفادة من توجيهاتهم بل ويمكن الاعتماد عليهم في تكوين الباقة الرمضانية بما يتوافق مع رغباتهم , فالقليل من تلك البرامج اعتمد على التواصل مع الجمهور عبر المواقع التفاعلية الأمر الذي جعل من تلك البرامج تقاد من تلك الآراء وتظهر بشكل يتناغم مع متطلبات الجمهور وتنساق حسب رغباتهم بدلا من التعايش الروتيني لتلك القنوات في البرج العاجي بعيدا عن ذائقة المشاهد , وساد استغرابي أيضا مضمون المسلسلات الرمضانية والتي لا تزال تسري في حلقه مفرغة أو بمعنى آخر لا تزال تكرر نفسها حتى استطاع المشاهد أن يعرف كافة خيوط السيناريو منذ الوهلة الأولى لإيمانهم بأن ما يقدم من تلك البرامج يندرج تحت بند “لا جديد يذكر” رغم أننا في العالم العربي أصبحنا شهودا للعصر للكثير من الأحداث المثيرة والساخنة سواء على مستوى الثورات أو ما يسمى بالصراع الفكري بين العديد من التيارات الفكرية والتي لجأت بكل أسف لعملية تصفية الحسابات بعيدا عن منطق الوسطية فكان حري بتلك البرامج المقدمة أن تعالج تلك القضايا وتدرس أبعادها وتبين مخاطرها على المجتمعات بدلا من الحديث عن الطلاق والعنوسة والخيانة الزوجية وكأننا لا نعاني في مجتمعاتنا سوى من تلك القضايا , ختاما تقبلوا التحيات وعلى دروب المحبة نلتقي