|


مصطفى الآغا
الاحتراف الحقيقي (2)
2009-02-27
أتابع هنا تسجيل ما شاهدته خلال زيارتي لنادي مانشستر يونايتد الذي يعتبر الآن النادي الأفضل في العالم لأنه ببساطة متناهية بطل بلاده وقارته والعالم وفيه أفضل لاعبي العالم وأفضل مدربي العالم وأضيف هنا أن فيه أفضل الإداريين المحترفين في العالم..
في مانشستر لا يتركون أي شيء للصدفة.. زيارتنا لهم مخططة بالدقيقة ولا يوجد عندهم شيء اسمه بعد الظهر أو المسوية أو لقاء عشيّة.. وحتى قبل أن نصل إلى مانشستر طلبوا الأسئلة التي سأسألها (للمدير الفني وصاحب الكلمة الفصل في النادي) السير آليكس فيرجسون والنجم البلغاري دميتار بيرباتوف.. تصوروا أنهم بدلوا كلمة منافسة قاسية على المراكز بين المهاجمين إلى منافسة " صحية " وأضافوا اسم واين روني إلى سؤالي عندما تحدثت عن وجود مهاجم عملاق بحجم وقامة كريستيانو رونالدو.. وكل الأسئلة تمر على ديانا لو ابنة اللاعب الأسطورة دينيس لو الذي تشاهد مجسماً له ولبوبي تشارلتون وجورج بيست على مدخل النادي.. وعندما أجريت المقابلتين كان هناك ثلاثة مسؤولين يحملون ورقة أسئلة مشابهة للتي معي حتى لا أخرج عن النص ومع هذا خرجت (ولكن بأدب وضمن السياق) فلم يعترضوا..
تصوروا أن نيك همفريز مدير العلاقات العامة في النادي والذي رافقنا تقريبا 24 ساعة في اليوم لا يستطيع حضور مباريات مانشستر دون أن يشتري بطاقة ومثله جيري نويل حامل مفاتيح الملعب والدليل لجولات الزائرين والسياح للنادي ومرافقه ومتحفه وما أكثرهم..
أما أكاديمية النادي فحدث ولا حرج.. فيها 17 ملعبا تدريبيا يتم التعامل معها جميعا وكأنها الملعب الرئيسي أولد ترافود لا بل إن عشبها هو نفس العشب الذي يلعب عليه كريستيانو رونالدو وبيرباتوف وواين روني حتى يتعودوا على الأجواء منذ الصغر..
كل شيء محسوب بالمسطرة والقلم لا شيء للصدفة حتى الرعاة لهم مقاعد محفور عليها أسماء شركاتهم بلوحات معدنية يتم تغييرها يوم يتغير الرعاة وضيوف الرعاة هم ضيوف النادي يتم معاملتهم كرعاة رسميين ولهم حق الضيافة (في آي بي) من خلال حضورهم قبل المباريات لحفلات ترفيه قبل وأثناء وبعد الشوطين ويكون هناك محللون عمالقة وهم في الغالب لاعبون قدامى في النادي يشرحون ما حدث أثناء الشوط الأول الثاني وكان من نصيبنا اللاعب الأسطورة دينيس أروين وهو لا يجد حرجا في تحليل المباراة لبضعة ضيوف لا يتجاوز عددهم الأربعين..
هو احتراف حقيقي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وليس مجرد شراء لاعبين بمبالغ ضخمة والتغني بهم ليل نهار فيما نجد الإداري والموظف العامل في الملعب وحتى أعضاء إدارات الأندية لا يعرفون من الاحتراف سوى اسمه والكلام يمكن تعميمه تقريبا على عالمنا العربي من محيطه إلى خليجه.