|


مصطفى الآغا
الاحتراف الحقيقي (1)
2009-02-24
قدر لي أن أزور معقل مانشستر يونايتد أحد أهم وأكبر وأغنى أندية العالم بصحبة مجموعة من مسؤولي شركة الاتصالات السعودية وعلى رأسهم محمد الفرج مدير الشؤون الإعلامية في الشركة.. ورغم أنني في العمل الإعلامي الرياضي منذ حوالي 30 سنة إلا أن هذه الزيارة تحديدا كانت مختلفة بكل المقاييس.. مختلفة لأنني سبق وزرت أندية تشيلسي وليفربول وأرسنال وتوتنهام ولكني لم أدقق حينها في التفاصيل كما فعلت هذه المرة..
سأتحدث لكم عن بعض الأمور الاحترافية التي واجهناها هناك والتي تختلف بنسبة مئة في المئة عما نراه في أنديتنا العربية حتى ولو كانت أندية عملاقة وبميزانيات مالية هائلة.. لأن التاريخ والمال والإنجازات لا تكفي لوحدها لصناعة رؤية احترافية حقيقية ولكنها قد تساعد على ذلك..
أولا هناك تقاليد في العمل.. هناك حوالي 500 موظف في ملعب أولد ترافود لوحده وحوالي 380 في أكاديمية مانشستر وحوالي 2000 مستخدم أمني من شركة خاصة يعملون بنظام الساعات.. وداخل الملعب نفسه الذي يبدو كمدينة متكاملة يمكنك أن تعيش حياتك فيه دون الحاجة للخروج خارج أسواره، بحثا عن شيء ينقصك.. فالمطاعم (على قفا مين يشيل) والميغاستور متوفر بكل ما يخطر على بالك من مستلزمات رياضية خاصة بمانشستر.. وهناك النفق الشهير بنفق حادثة ميونيخ في 6 فبراير من عام 1958 يوم تحطمت طائرة النادي الذي كان يشارك في مباراة بدوري أبطال أوروبا مع ريدستار اليوغسلافي وتعادلا 3ـ3 وتوقفت الطائرة في ميونيخ للتزود بالوقود وهم يهتمون أشد الاهتمام بماضيهم مثل اهتمامهم بحاضرهم (وهذه غائبة عن بال الكثير من أنديتنا).. وضمن الملعب هنالك متحف النادي والدخول إليه بـ80 ريالا للكبار و40 للأطفال وهناك تذكرة عائلية بـ180 ريالا مهما كان عدد أفراد العائلة، والعام الماضي زار المتحف 235000 زائر ولكم أن تحصوا كم دخل للنادي (فلوس) فقط من مكان صغير تستطيع فيه أن تشاهد أي لاعب مر على تاريخ النادي وكله على أيام التلفزيون وتشاهد لقطات له حتى ولو لعب دقيقة واحدة فقط في حياته.