|


ناصر السيف
النصر.. أبو حمامة
2012-04-12

قد يتبادر لذهن الإنسان أن السحر غير مقبول والساحر كذلك، ولكن السحر موجود في حياة البشر منذ القدم، ولكن بطرق متفاوتة وأساليب متعددة، ولكن في النهاية السحر شيء ممقوت وليس منه إلا الإيذاء والإزعاج والضرر بحياة البشر.. هذه المقدمة جعلتني أتحدث عن السحر والمسحور بعد مباراة النصر والتعاون والتي انتهت لصالح النصر بنتيجة كبيرة، وعلل الكثير على أن هذه النتيجة هي فك السحر عن نادي النصر الذي قد يكون مسحوراً منذ سنوات لنتائجه وانخفاض مستواه الفني الذي جعله لم يحقق أيّ بطولة منذ فترة؛ وهناك أشياء خرافية في هذا الموضوع أن النادي يتم رشه بمادة مسحورة، وكذلك الملعب حتى لا يحقق أيّ انتصار أو فوز، وقد رد النادي ببيان أوضح فيه كل شيء ينفي هذه الأقاويل والادعاءات، وأن ما حصل للنادي من إخفاق وعدم تحقيق بطولات منذ فترة هو نتيجة فنية وإدارية وعدم التوفيق في اختيار اللاعب الأجنبي وكذلك اللاعب المحلي.. هنا أود أن أعود بالقارئ الكريم إلى زمن الدنبوشي، والذي يعد في وقتنا نوعاً من السحر في الثمانينيات الهجرية، وعند مباراة بين النصر والهلال قذف مشجع من النصر بحمامة في الملعب أثناء المباراة، وكما هو معروف أن مباراة النصر والهلال دائماً تكون مثيرة، وشعارها التحدي بين الفريقين وأتذكر أن هذه الحمامة وهي مقصوصة الجناحين لا تستطيع أن تطير كانت في الناحية الجنوبية من الملعب، وهي تحديداً عن الجناح الأيمن للهلال وعندما رأى الدبلي (مبروك الشمراني) الحمامة تعثر خوفاً، ولم يقدم مستواه المعروف في تلك المباراة وكانت نتيجة المباراة هي فوز النصر بهدفين مقابل هدف، هنا هل تلك الحمامة كان لها دور في تلك النتيجة؟.. لا أعتقد ذلك، ولكن هي الأوهام والهواجس التي أحاطت بلاعبي الهلال من أن تلك الحمامة بها دنبوشي أو نوع من السحر أدت لهزيمته، وقد سمي النصر بعد ذلك بفريق (أبو حمامة)، من قبل مشجعي الهلال.. أتذكر أياماً كنت لاعباً في أهلي الرياض (الرياض) وكان المدرب في ذلك الوقت سودانياً يدعى السر سالم وذلك عام 1381هـ وكان هناك دوري للأشبال بين أندية الوسطى، وقد انتهت التصفيات بلقاء نهائي بين الأهلي والهلال وقبل المباراة بدقائق أعطانا المدرب ورقة صغيرة ملفوفة بقماش أبيض وقد استنكر كثير منا ذلك اعتقاداً منه أنه نوع من الدنبوشي أو السحر، ولكن أقنعنا أن تلك هي أدعية قرآنية تدعو للانتصار والفوز ولا تمت إلى غير ذلك بشيء، وقد اقتنع بعضنا بذلك والآخر رفض وكنت من الذين اقتنعوا بذلك، حيث هي أدعية قرآنية وليست بشعوذة كما ادعى مدربنا لعبنا مباراة وانتصرنا على الهلال بهدف للاشيء أحرزه لاعبنا الوثلان.. وأتذكر من اللاعبين من الفريقين من الأهلي: فهد الزير وسعد أبو هاشل ومبارك الناصر والدكتور عبدالعزيز الشعلان وناصر بن ضاوي والوثلان وغيرهم ومن الهلال الأمير فيصل بن مساعد وحميد جمعان وسمارة وابن نصبان وعبدالعزيز الجمعان وغيرهم. المهم بعد انتهاء المباراة والتي رعاها وزير العمل في ذلك الوقت الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل وقد سلمنا كأس البطولة بعد نهاية المباراة بعد ذلك سألت الشعلان ما هو مصير الورقة التي وضعتها تحت الشورت؟.. فقال: دعني أشوف وبعد البحث لم يجدها، وعندما سألني وأين تلك التي لديّ فبحثت عنها فوجدتها قال لي ما بها؟.. قلت: لابد أن نبحث عن التي بحوزتك، وبحثنا عنها فوجدناها في منتصف الملعب وقمنا سوياً بفتح تلك الورقة وإذا بها آيات قرآنية بلون أسود ومضمونها كما يلي (إن ينصركم الله فلا غالب لكم).. كذلك (يعز الله من يشاء ويذل من يشاء) كذلك (واعتصموا بحبل الله جميعاً).. ومعاني آيات قرآنية تدعو إلى الانتصار والاعتماد على الله في تحقيق النجاح والفوز.. بعدها بسنوات دعاني الدكتور عبدالعزيز الشعلان إلى مناسبة نيله الدكتوراه من أمريكا وتعيينه بجامعة الملك سعود كأستاذ مشارك في اللغة الإنجليزية؛ وقد حضرت الحفل مع بعض الزملاء القدامى في النادي أمثال اللواء عبدالله خليفة واللواء عبدالرحمن الدوس واللاعب مبارك الناصر وفهد الزير والوثلان.. وقد باركنا جميعاً للدكتور نيله شهادة الدكتوراه وأثناء الحفل سألت الدكتور أمام الزملاء قلت له بالحرف الواحد دكتور عبدالعزيز هل أخذت شهادة الدكتوراه بجدارة أو بواسطة الدنبوشي؟.. وضحكنا سوياً على ذلك وكانت أيام لا تنسى. في الختام أعتقد إن كان هناك مسحور فهو بلا شك جمهور النصر الذي برغم هزائم الفريق وابتعاده عن الانتصارات والبطولات منذ فترة إلا أنك تجد جمهوره يزداد حباً وتشجيعاً للفريق، وأعتقد مجازاً أن هذا السحر بعينه، وقد كان للمرحوم الأمير محمد العبدالله الفيصل رأيّ ومقولة هي أن جمهور النصر أفضل جمهور في أندية المملكة حباً لناديه، كفانا الله وإياكم من السحر والشعوذة وإلى اللقاء.